لكل السوريين

تأكيداً على الهوية الوطنية لحراك السويداء الشعبي.. غابت الأعلام والرايات عن ساحة الكرامة

مع اقتراب دخوله في شهره السادس، لم يتوقف الحراك الشعبي في محافظة السويداء ولم تنطفئ جذوة انتفاضتها رغم انسداد آفاق الحل الذي يسعى إليه السوريون.

ولم تمنع الأمطار الغزيرة والاجواء الباردة مئات المحتجين من التوافد إلى ساحة الكرامة في المدينة، للمشاركة في تظاهرة الجمعة المركزية، حيث احتشدت الوفود وهتف المتظاهرون للحرية وللعدالة الاجتماعية، وطالبوا بالتغيير السياسي وفق القرارات الدولية.

ورفضاً لمحاولات بعض الأحزاب استغلال الحراك السلمي لفرض نفسها ورفع شعاراتها، وتأكيداً على عدم تبني الحراك الشعبي لأية تشكيلات أو تيارات أو أحزاب، وتعميقاً لفكرة أن الأولويّة في الوقت الراهن للصوت الواحد وعفوية الشارع، مع احترام حرية التعبير والاختلاف في وجهات النظر، غابت الأعلام والرايات عن ساحة الكرامة في تطاهرها المركزية الأخيرة،  واستبدلت بلافتات تدعو إلى وحدة الصف والمصير، بعد ظهور حالة خلافية كان يمكن أن تتفاقم وتتحول إلى مواجهات بين المحتجين. ولكن الشارع المنتفض سرعان ما تجاوزها ليؤكد أن الغايات والأهداف أسمى أي راية غير جامعة، أو علم لا يمثل جميع السوريين، أو لافتة تحمل شعارات فئوية تتنافى مع مطلب الحراك الشعبي بوحدة السوريين أرضاً وشعباً، ووحدة القرار السوري الذي سيحدد مستقبل ومصير كل السوريين على اختلاف أطيافهم ومشاربهم ومناطقهم.

مواجهة التحطيب الجائر

شارك نشطاء من الحراك الشعبي في مواجهة التحطيب الجائر الذي بات يشكّل خطراً متزايداً على المحافظة، ووقفوا مع مجموعات من أهالي قرية الكفر ومياماس، التي انتشرت في الكروم لحماية الأشجار المثمرة والحراجية من القطع في ظل تزايد عمليات الاعتداء عليها وتحطيبها بقصد الإتجار بها.

وكانت مدينة السويداء قد شهدت توتراً وتجمعات للفصائل المحلية وأصحاب الكروم، بعد توارد معلومات تفيد بقيام مجموعة مسلحة يقدر عدد أفرادها بالعشرات، بقطع الأشجار في منطقة ظهر الجبل، شرقي مدينة السويداء

فتوجّه عدد من المجتمعين إلى المنطقة لطرد الحطّابين منها، فاندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين، تمكّن الحطابون خلالها من احتجاز أحد أصحاب الكروم الذين ردوا باحتجاز أحد الحطابين، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عدد من السيارات بالرصاص، دون وقوع خسائر بشرية.

ثم أخذت هذه المشكلة طريقها إلى الحل، بعد مفاوضات أشرفت عليها حركة رجال الكرامة، وأسفرت عن إطلاق المحتجزين وتعهد الحطّابين بعدم تكرار فعلتهم.

وحذّر نشطاء من الحراك من أن المشكلة قد تتكرر وتتطور إلى مزيد من أحداث العنف، حيث بات التحطيب الجائر كما يبدو، عملاً منظماً يجري بقوة السلاح.