لكل السوريين

“انعدام خصوصية الأسرة” في مخيمات إدلب يزيد معاناة النازحات

السوري/ إدلب   

تعاني النساء في مخيمات شمالي إدلب من انعدام خصوصية الأسرة، بسبب اقتراب الخيام والتصاقها ببعضها البعض، الأمر الذي يخلق العديد من المشاكل بين العوائل، إضافة إلى انتشار ظواهر سلبية تنعكس على الأطفال وتربيتهم، في ظل قلة وعي الأهالي.

وتقول سمية، وهي إحدى النازحات في مخيمات قاح إن العلاقة الزوجة بينها وبين زوجها معدومة نظراً لقرب الخيام من بعضها، ما أدى إلى خلق العديد من المشاكل الزوجية، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك تباعد بين الخيام.

في حين تؤكد نجوى إحدى النساء في مخيمات أطمة، أن معاناتهم الحقيقية ليست قلة الدعم، بل نشأت الأطفال على أمور حساسة نتيجة اقتراب الخيام من بعضها، مطالبة الجهات المعنية النظر في هذا الأمر.

بدورها تبين المرشدة النفسية فاطمة، أنه من خلال التجول بين مخيمات الشمال السوري لوحظ انتشار ظاهرة انعدام الخصوصية الزوجية، وهي ظاهرة سلبية تؤدي إلى نتائج خطيرة على مستوى الأطفال.

وتنصح حجور بترك مسافات واسعة بين الخيمة والأخرى إن أمكن، بالإضافة لتوعية الأسرة بالمواضيع الحساسة أمام الأطفال وتجنبها أمامهم.

من جهته، يوضح مسؤول فريق منسقو استجابة سوريا محمد حلاج، أن قرب الخيام من بعضها يؤدي إلى عدة مشكلات أهمها انعدام التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا، بالإضافة لانعدام الخصوصية بين النساء والرجال.

ويشير حلاج إلى أن الحلول تكمن في انتقال الأهالي من الخيام إلى البيوت المسبقة الصنع(كرفانات) لما لها من فوائد للأهالي بالنسيبة للعوامل الجوية، بالإضافة إلى الحل المناسب لكل الأهالي وهو إيجاد حل يفضي بعودة النازحين لمناطقهم.

وتشهد مخيمات الشمال السوري العديد من الظواهر السلبية، التي تنعكس سلباً على سلوك الأطفال في ظل قلة وعي الأهالي وغياب التعليم.

وتعد إدلب، شمال غرب سوريا، إحدى أكبر المحافظات السورية اكتظاظا بالنازحين، وتضم ما يقارب الـ 3 مليون نسمة، بحسب تقارير صادرة عن منظمات حقوقية.

وبدأ توافد النازحين إلى إدلب بموجب اتفاق روسي تركي في العام 2018، نتج عنه نزوح أعداد هائلة من مختلف المحافظات السورية إلى الشمال السوري بالتحديد.

وفي الشتاء الماضي شنت القوات الحكومية عملية عسكرية بمساندة الطيران الروسي، نتج عنها استعادة السيطرة على مناطق في أرياف حماة الشمالية وحلب الغربية وإدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية.

وأدت تلك العملية بحسب الأمم المتحدة لنزوح ما يقارب المليون ومئتي ألف نازح صوب الحدود السورية التركية، وغالبيتهم يقيمون في مخيمات في أرياف إدلب الشمالية.

وتخضع إدلب لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، وتعد ممرا رئيسيا لأرتال الاحتلال التركي، كما ويتواجد بها عدة نقاط تركيا، كانت قد أنشئت بموجب اتفاقات سابقة مع روسيا، وكان الهدف من تواجدها المعلن وقتئذ مراقبة وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا وإيران، باعتبارهم المراقبين لطرفي الصراع.