لكل السوريين

سياسي: أطروحات المجلس الوطني عبر إملاءات تركيا تقف عائقا أمام الوحدة الكردية، والمصير السوري المرتبط بها

اعتبر السياسي الكردي السوري، وليد جولي عضو حزب السلام الديمقراطي، أن رضوخ المجلس الوطني الكردي للإملاءات التركية وشروطها يعيق إتمام الوحدة الكردية التي تعد الركيزة الأساسية لحل الأزمة السورية.

وشهدت الفترة الماضية عدة جولات لإتمام موضوع الوحدة الوطنية الكردية، التي يعد المجلس الوطني الكردي أحد أطرافها، والذي بات المعرقل الوحيد لها بعد أن قدمت كافة الأحزاب الكردية المشاركة في المفاوضات تنازلات كبيرة.

وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا بالسياسي الكردي السوري، وليد جولي، عضو حزب السلام الديمقراطي، الذي قال “التفاوض على المكتسبات التي تحققت بدماء آلاف الشهداء وفق مبدأ المناصفة لا يعد منطقياً، مشيراً إلى أن الصواب هو التفاوض على كيفية المحافظة على تلك المكتسبات وتطويرها”.

ويلفت إلى أن التنازلات التي قدمتها أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، لم يكن يتصورها أحد، وبالرغم من ذلك بقي المجلس الوطني الكردي يتذرع بمطالب يمكن تجاوزها بسهولة عقب تشكيل المرجعية السياسية وأثناء الاجتماعات الاعتيادية التي من المفترض أن تنعقد.

وعن المعوقات التي تقف أمام انجاز الحوار الكردي – الكردي، يوضح “لا توجد أية معوقات جدية سوى التحرر الذاتي الذي تعاني منه الحركة الكردية منذ عقود من الزمن، فمن جانب لم يكتسب أو يتعظ الكرد من الحركات التحررية العالمية ومفهوم الثورة السورية، ومن جانب آخر تعددية الهيمنة الدولية والإقليمية”.

ويضيف “نجد من خلال قراءة الوقائع التاريخية للحركات والثورات الكردية أن من أهم عوامل فشلها كان التشتت في اتجاهات إقليمية متعددة، فمنها من كانت تقاوم الدولة التركية وتخضع لسياسة إيران أو العراق ومنها من كانت تقاوم الأنظمة العراقية والإيرانية وتخضع لسياسة الدولة التركية”.

ويتابع “برأيي هذه كانت ولا زالت المعضلة الأساسية التي تعاني منها السياسة الكردية، هذا إن سلمنا بالأمر على أنه سياسة وواقع الحال أيضاً نجده في ما يجري من مباحثات بين الأطراف الكردية في شمال وشرق سوريا، وحتى بين القوى الكردية، فهيمنة القوى الإقليمية على القرار السياسي الكردي، جعلت من تلك المباحثات بطيئة، وأحياناً مسدودة، فمثلاً مسألة بناء الثقة التي لطالما تحدث عنها طرفا الحوار الكردي في شمال شرق سوريا، لم تتحقق بفعل التدخلات التركية المستمرة في شأن طرف المجلس الوطني الكردي، عبر إملاء تركيا لأطروحات كانت من أسهل ما قد تتحقق، ولكنها صعبت بتفاصيل ليس لها معنى أمام التحديات المصيرية التي تواجه المصير السوري”.

ويستطرد “الأمر متعلق بالدرجة الأولى بالموقف التركي السلبي من هذا الحوار، والجهة الدولية الراعية لهذا الحوار واشنطن تعي هذه المشكلة تماماً، لأن التنازلات التي قدمتها أحزاب الوحدة الوطنية لم يكن يتصورها أحد، ورغم ذلك ظل المجلس الوطني الكردي يتذرع بمطالب يمكن تجاوزها بسهولة عقب تشكيل المرجعية السياسية وأثناء الاجتماعات الاعتيادية التي من المفترض أن تنعقد”.

ويختتم “ما يضع التفاؤل في الكفة الأرجح هو موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي من سياسة تركيا الرعناء في المنطقة، وإيضاحاتهم المتكررة بشأن هذه السياسة، وقد تكون مسألة وحدة الموقف الكردي ضمن جدول أعمالها في رسم سياسة المنطقة”.

تقرير/ مجد محمد