لكل السوريين

قصر الزهراوي العريق… يحتضن ملتقى أورنينا الثقافي في حمص

السوري/ حمص ـ بلوحات رُسمت بحس المبدعين من أصحاب الخبرة وممتلكي الأدوات، ولوحات رسمها شباب هواة يمتلكون الشغف والإبداع، استضافت ردهات قصر الزهراوي الأثري وسط حمص القديمة، المعرض التشكيلي الثاني لملتقى أورنينا للثقافة.

إذ تلاقى التاريخ مع الفن والإبداع عبر ضم المعرِض والذي شكل نقطة انطلاق لفعاليات الملتقى، حوالي اثنتين وستين لوحة من أعمال ثمانية عشر فناناً من الأكاديميين والنقابيين وحتى الهواة، تتراوح أعمارهم ما بين العشرين وحتى الثمانين عاماً، وكما تباينت أعمار الفنانين المشاركين، اختلفت أيضاً أعمالهم من حيث الموضوعات وطريقة الرسم، ولكنها التقت عند عودة الحياة وترقب الأمل.

وفي حديث لصحيفة محلية أوضح “ريمون كبرون” مدير ملتقى أورنينا أن لوحات المعرض شاملة لكل المواضيع الإنسانية والحياتية، من مدارس وأساليب فنية مختلفة، غلب عليها التعبيرية الواقعية مع إدخال أساليب جديدة بطريقة ثلاثية الأبعاد وأخرى باستخدام توالف البيئة ما أعطاها مزيداً من الجمال والإبداع والتميز لافتاً إلى أن الملتقى يهدف إلى تقريب وجهات الإبداع بين الفنانين المخضرمين والمواهب الشابة والالتقاء عند الجمال.

وبين الفنان التشكيلي “محمد سلمان” المشرف على المعرض أن الفكرة من إقامة الفعالية في القصر هي إعادة الألق والحياة إلى هذا المكان الذي يعاد ترميمه حالياً بعد الدمار الذي تعرض له جراء الحرب وجعله يعود من جديد كنقطة استقطاب ثقافي وفكري واجتماعي.

وعبر المشاركون والفنانون التشكيليون عن سعادتهم بمشاركتهم في المعرض وبمكانه الذي يوحي بالتراث السوري، وما خلفه من انطباع جميل عند الزوار.

حيث وصفت الفنانة التشكيلية “ريما عطا الله” التي شاركت بلوحتين المعرض بالمميز لأنه يشجع فئة الفنانين الناشئة ويشكل فرصة للاطلاع على تجارب الفنانين الآخرين وخاصة الذين اتبعوا طريقة الرسم ثلاثية الأبعاد.

ولفت الفنان التشكيلي “أحمد رحال” إلى أن لوحاته الأربع التي شارك بها كانت من تجليات المكان الأثري فعبرت عن تراث حمص وتدمر بألوان زيتية.

الفنان التشكيلي “مازن منصور” الذي شارك بـ 5 لوحات من المدرسة الواقعية الانطباعية أعرب عن تفاؤله بالفعاليات التي يقيمها الملتقى والتي تسهم بعودة الحياة الثقافية إلى المدينة.

كما شارك الفنان التشكيلي “فريد زخور” بلوحتين الأولى تحمل الطابع الإنساني والثانية سريالية ترمز إلى نهوض سورية مثل طائر الفينيق.

بينما شاركت التشكيلية “سلام الأحمد” بـ 3 لوحات اعتمدت فيها الأسلوب التعبيري برسم الأشخاص وحالاتهم الوجدانية وفي رسم الطبيعة كانعكاس للإنسان.

أما الفنانة التشكيلية “رنده بوشي” فشاركت في المعرض بلوحتين عن حلب القديمة مصورة آثار الدمار وعودة الحياة إليها من جديد.

فيما اعتبرت التشكيلية الشابة “آية ظفور” 22 عاماً التي شاركت بـ 3 لوحات تحكي عن الأنثى وجمالها ومشاعرها بقلم الرصاص والفحم أن المعرض فرصة لإبراز مواهب الشباب وللتعرف على تجارب الفنانين الكبار.

أما الفنانة “ياسمين الصالح” التي تقول إن “الحاجة أم الاختراع” فهي تقدم نوعا جديدا من الفن الذي يجمع بين النحت والرسم، حيث تستخدم المناديل الورقية في تكوين الأشكال، مع التركيز على اللون الذهبي الذي يضفي رونقاً على القطع الفنية التي تميزت مشاركتها بها.

فالمعرض شكّل فرصة للمشاركين للتعرف على أساليب فنية جديدة، ومنبراً لعرض أعمالهم الفنية التي تنوعت بمواضيعها الإنسانية عن الخوف والفقر والحياة والأنثى والأمل والطبيعة، بما عكس التجربة الخاصة بكل فنان.

ويهدف ملتقى “أورنينا” للثقافة والفنون منذ تأسيسه عام 2018، لإبراز الجانب الثقافي والفني الحقيقي لسوريا ويعنى أيضاً بكافة الفنون الثقافية واستقطاب النخب من المثقفين والفنانين من سوريا وخارجها.