لكل السوريين

في السويداء.. إحباط مظاهرة سلمية قبل خروجها، ومحاولات لإنهاء التوتر في المنطقة

السوري/ السويداء ـ أحبط انتشار لقوات الأمن أمام مبنى المحافظة بالسويداء، ومبنى قيادة الشرطة فيها، محاولة خروج مظاهرة سلمية كانت مقررة للاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية، ورفع أسعار بعض المواد أساسية.

وشهدت المدينة تعزيزات عسكرية وأمنية قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة المحافظة، استباقاً لخروج المظاهرة. وحذرت صفحة تابعة لمنظمة الدفاع الوطني من خروج المظاهرة، على اعتبار أن البلاد في “حالة حرب”.

ولم تخرج المظاهرة على خلفية هذا التواجد الأمني المكثف، إضافة إلى انتشار أنباء عن تعميم وارد من فرع حزب البعث، يدعو فيه أعضاء الحزب إلى التواجد أمام مبنى المحافظة قبل تجمع المتظاهرين.

وكان ناشطون من المحافظة قد أطلقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات للتظاهر أمام مبنى المحافظة للتنديد بالواقع المعيشي، والمطالبة بتحسين الظروف المعيشية، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وخاصة بعدما رفعت السلطات السورية أسعار بعض المواد المدعومة، ومنها الخبز والمشتقات النفطية التي تسبب رفع أسعارها بارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية والملابس، وأجور وسائل النقل، وغيرها الكثير من المواد الاستهلاكية الضرورية لحياة الناس، وهو ما تسبب بحالة استياء وغضب بين المواطنين، من قرارات الحكومة، ومن مبرراتها لاتخاذ هذه القرارات.

وأكد الناشطون في دعواتهم التي تناقلتها معظم وسائل التواصل الاجتماعي، على سلمية المظاهرة، وعدم رفع شعارات سياسية أو طائفية او حزبية، خلالها، وعدم القيام بأي نوع من أعمال الشغب، أو حمل السلاح.

محاولات لإنهاء حالة التوتر

وعلى صعيد آخر تم تشكيل لجنة من أهالي محافظة السويداء لتعمل على حل النزاعات الأخيرة التي حدثت بسبب احتلال اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المتمركز في بصرى الشام، لأراضي بلدة القريّا المواجهة لمدينة بصرى، إضافة إلى متابعة المفاوضات الجارية حول انسحاب اللواء من هذه الأراضي، وإقفال هذا الملف الذي تسبب بحالة من التوتر بين المحافظتين الجارتين، والعمل على تعزيز العلاقات المميزة القائمة بين أهالي السهل والجبل.

وتم تشكيل هذه اللجنة بعد التشاور مع أهالي بلدة القريا، وأهالي الشهداء الذين سقطوا خلال الأحداث الدامية التي حدثت في شهر أيلول الماضي وما قبله، على أراضي بلدة القريا، وتسببت بسقوط عشرات الضحايا والجرحى من الجانبين، ووضعت السلم الأهلي بينهما على المحك، ولكن عقلاء المحافظتين نجحوا في تجنيب المنطقة من توسع الصراع، واستمراره.

وحسب مصادر مطلعة، تواصل وجهاء من مدينة بصرى الشام، تم تكليفهم بالتفاوض نيابة عن الفيلق الخامس، مع وجهاء السويداء، وأكدوا جاهزية الفيلق للانسحاب من أراضي بلدة القريّا، وتسليمها إلى اللجنة التي تم تشكيلها في الجبل، واعتبرت المصادر هذا التواصل بمثابة اتفاق أولي يكمن البناء عليه، وإنجازه خلال الأيام القليلة القادمة.

وهذا ما يسعى إليه العقلاء، ومنظمات المجتمع المدني، ومعظم الأهالي الذين تربطهم علاقات حسن الجوار، والمصالح المشتركة في المحافظتين الجارتين.

تقرير/ لطفي توفيق