لكل السوريين

من الجولان حتى إسكندرون مرورًا بالقرداحة.. حرائق سوريا تعكس معاناة 10 أعوام، والإدارة الذاتية تتضامن بالانتماء الوطني

بدأت بالساحل السوري، وامتدت صوب حماة الداخلية، حتى وصلت لحدود اسكندرون المحتلة، وطالت بعض قرى الجولان السوري، حرقت الأشجار والمنازل، وهجّرت المواطنين، حتى أظهرت الوجه الحقيقي لمعاناة السوريين الحقيقية المتواصلة منذ عشرة أعوام، وسط عجز حكومة دمشق من السيطرة عليها..

الحرائق التي اندلعت في مناطق سورية عدة، والتي كان أكثرها في الساحل السوري أدت إلى حدوث خسائر كبيرة، وبالجملة، طالت في مجملها غابات ريفي طرطوس واللاذقية.

وتسببت حرائق بانياس بخسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية واحتراق منازل مواطنين في طرطوس وسط مخاوف من تمدد الحرائق إلى منازل أخرى.

وأكدت مراسلتنا عن وجود حالات اختناق لعدد من الأهالي، مشيرة إلى أن حالات الاختناق حتى اللحظة في ريف اللاذقية تجاوزت الـ 70 حالة.

وأوضحت مراسلتنا أن محطة ضخ المياه في نبع السن باتجاه محافظة طرطوس قد توقفت عن العمل، وخرجت عن الخدمة، وذلك بسبب العطل الذي لحق بالمحولة الكهربائية المغذية لها.

وفي مدينة جبلة، بريف اللاذقية، قالت مراسلتنا “بلغت مراسلتنا أن مساحة الأراضي المحترقة تجاوزت الـ 2300 دونم، من أشجار السنديان والسرو والصنوبر والأحراج الطبيعية، في حين أن عدد المنازل التي احترقت فاق الـ 30 منزل”.

وأظهرت صور، تداولها مواطنون سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دمارًا هائلًا في الأحراج الجبلية، وتآكل مساحات خضر شاسعة.

وفي 2016 اندلعت حرائق مماثلة، استمرت لأيام، في قرى بلدة القرداحة بريف اللاذقية، حيث التهمت النيران غابات منطقة جبل العرين، فضلًا عن احتراق مطعم “جبلنا” بالكامل، ورافقت هذه الوقائع حينها حركة نزوح لسكان المنطقة.

وتكثرُ الحرائق في فصل الصيف في الغابات والأحراج السورية، وقد اندلعت في سبتمبر (أيلول) أيضاً حرائق ضخمة أتت على مساحات واسعة في مناطق متفرقة في أرياف حماة واللاذقية.

والتهمت الحرائق الهائلة جزءا كبيرا من قلب سوريا الأخضر الممتد على ثلاثة أرياف (وسط وشمال غرب) في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، دون أن تبادر القوات الروسية للمساعدة في إطفاء النيران المشتعلة على بعد بضعة كيلومترات من مواقعها العسكرية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية وفي قاعدة طرطوس، الأمر الذي أثار استهجان سكان تلك المناطق.

وفي تكرار لموقفها المتجاهل من الحرائق التي سبق واندلعت في مناطق قريبة قبل أقل من شهر وسط حالة من الذهول ألقت بظلالها الثقيلة على السوريين المنهكين تحت أحمال سلة أزمات معيشية خانقة يعيشون منذ شهر أصعبها أزمتا توفر رغيف الخبز والمحروقات.

فالنيران التي اندلعت نهاية الأسبوع الماضي في الغابات والأحراش بريف اللاذقية وامتدت نحو بلدات وقرى الجبل والوادي والشاطئ، تصدى لها الأهالي بوسائلهم البدائية تؤازرهم فرق الإطفاء بإمكانيتها المتهالكة وعناصر من القوات الحكومية م من أبناء تلك المناطق الذين وجدوا أنفسهم في موقع درء الخطر عن قراهم ومنازلهم، في تكرار للمشهد البائس الذي حصل قبل نحو شهر حين التهمت النيران سهل الغاب لأكثر من أسبوعين قبل أن تتدخل القوات الحكومية وبمساعدة طائرة حربية إيرانية للقضاء على الحريق الذي اقترب حينها من مواقع عسكرية إيرانية.

الإدارة الذاتية تتضامن

بدورها، وبحسٍ نابع من الوطنية السورية، عبّرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن تعاطفها مع أهالي الساحل السوري والمناطق الأخرى، التي تشهد حرائق تلتهم الغابات والقرى والبلدات، فيما تقدمت بالتعازي لذوي الضحايا، وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بمسؤوليته حيال ذلك.

تقدمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وفي تصريح أصدره المتحدث الرسمي باسمها، بالعزاء لذوي الضحايا وتمنت الشفاء للمصابين، فيما أشارت إلى أنهم يتابعون بألم “الكارثة” التي تحل على الساحل السوري ومناطق أخرى.

وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيالها، على أمل ألا تزيد هذه الكارثة من معاناة السوريين، إضافة إلى ما يعانون منه منذ قرابة العقد من الزمن جراء الأزمة في سوريا.