لكل السوريين

انطلاق الموسم التعليمي في شمال غرب البلاد، والمدارس في خيام العراء

السوري/ إدلب ـ بدأ العام الدراسي في إدلب وسط تخوف من حالة نزوح جديدة باتت تلوح في الأفق، وعدم استقرار، في مدارس شبه مدمرة، وغياب لافت لأي دعم أو عناية.

وتبدو الصورة حول الواقع التعليمي أليمة جدا، في منطقة تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل دولة الاحتلال التركي، وتنظيم القاعدة، المصنف على لائحة الإرهاب العالمي.

وتعد المخيمات أكثر المناطق التي تكتظ بالمواطنين ضررا في الناحية التعليمية، حيث أن كثرتها وغياب الدعم المناسب أدى إلى ذلك، حتى بات أكثر من 200 ألف طفل بعيدون عن التعليم فيها.

ودخلت كاميرا صحيفتنا مخيم الكرامة الواقع في ناحية حارم على الحدود التركية، والتقى مراسلنا بالكادر التدريسي في المخيم، وبعض من ذوي الأطفال، حيث أن المخيم يعد من المخيمات القلة التي يتواجد فيها مدارس متنقلة وكوادر تدريسية.

الأستاذ مصعب م، حدثنا عن العوائق والمشاكل التي تواجههم في المخيم هو ورفاقه في الكادر التدريسي، فقال “قمنا نحن مجموعة من حملة الشهادات الجامعية والثانوية القاطنين في مخيم أرض الكرامة بمبادرة فردية بإطلاق فكرة إنشاء خيام مدرسية على شكل مدارس مصغرة، والهدف منها تقديم ما نستطيع لهؤلاء التلاميذ، الذي ليس لهم ذنب فيما يحصل ببلدهم”.

ويضيف “استطعنا إقناع الأهالي بإرسال أبنائهم إلى المدرسة، لكن أهم مشكلة تعترض عملنا هو نقص الكتب، وامتناع الجهات الرسمية عن تزويدنا بها، ما اضطررنا لاتباع التشاركية، حيث نجمع كل 5 طلاب على كتاب واحد”.

نور خ، مدرّسة في المخيم، قالت “لا نريد رواتب ولا أي شيء، نريد فقط كتب ودعم لوجستي وطبي، ناشدنا جميع المنظمات وكل لجان التربية القريبة من هنا، لكننا لم نلق أي استجابة لمطالبنا”.

يارا عواد، طالبة في الصف الأول، تبلغ من العمر 9 سنوات، قالت “أول مرة في حياتي أدخل إلى مدرسة، عندما سجلني والدي في المدرسة بريف حماة الشمالي بدأت المعارك، ولم يتسنى لي ذلك، وبسبب النزوح المتكرر وخوفا من القصف العشوائي لم يدخلوني أهلي إلى المدرسة”.

وتعاني منطقة شمال غرب سوريا من انعدام التعليم فيها، في مشهد يعيد للأذهان ما كان يقوم به تنظيم داعش قبل سنوات عندما كان متواجدا في شمال شرق البلاد.

وتخضع إدلب لنفوذ هيئة تحرير الشام المدعومة من قبل دولة الاحتلال التركي، وكانت تمنع التعليم في ما تبقى من مدارس إدلب، إلا أنها وبعد ضغط دولي اضطرت لتشكيل ما تسمى بحكومة الإنقاذ التي تتبع لها ما تسمى مديرية التربية في إدلب، والتي قال عنها مواطنون إنها لجنة صورية فقط.

تقرير/ عباس إدلبي