لكل السوريين

امرأة من الساحل تبدع في إنطاق الدمى والألعاب

السوري/ طرطوس ـ سرقت كل الأنظار وصرخات الدهشة والإعجاب، عندما أفرغت أكياسها، وحشدت أهل السوق وزواره، على طاولة معروضاتها يتساءلون عن أسعارها وهم يبحثون بينها ويحملون لعبتهم لشخصيتهم المفضلة.

السيدة أم رشيد، تحمل إجازة في الكيمياء التطبيقية، وأخرى معهد طبي مخابر، لكن زوجها رفض أن تعمل خارج منزلها وأرادها ست بيت تربي الأولاد وتهتم ببيتها، فاهتمت بصناعة الدمى والألعاب بعد أن نسجت حلماً داعب خيالها حيث نحتت أشكالها ونسجت أثوابها بعناية فائقة وجودة لا توصف.

وتكاد تنطق بصورها فيها شخصيات كرتونية وأسطورية وممثلين وباربيات وكركوز ابن الحارة وعرائس وبعضها لحيوانات مألوفة.

وهي تحب شغل الكروشيه الذي تعلمته من جدتها ولكنها لم تكتف بذلك وأرادت أن يكون لها شغلها الخاص لتطوره وتترفع به إلى نسج الدمى والألعاب بعد أن تقدمت بمراحل تعلمها لهذا الفن الجميل الذي يحتاج لمهارة عالية ويد فنان بمخيلة واسعة.

ليصبح شغلها الخاص الذي لم يمانعه زوجها بل أعجبه الأمر وشجعها على العمل الذي تفردت به وكانت منتجاتها محط أنظار الجميع واهتماماتهم.

في البداية صنعت دميتها (مولي) لابنتها الصغيرة من بترون جاهز على النت، لكنها اليوم لها رسومها التي تطبقها بكل سهولة لتجسد ما في خيالها من أفكار وأشكال وتنحتها، ليس من حجر أو خشب صمّ فيها، بل خيوط تدق مساميرها وتغرز قطبها فيها، وتكور معالمها وتفاصيلها، وترتق جسدها وتعمل فيه كما في مبضع جراح تجميل لتبدو بأحلى طلة.

قالت السيدة أم رشيد: “أردت أن يكون لي اسمي في السوق المحلي، لهذا تعرفت على أهل السوق وليس لي غاية البيع أو مكسب مادي مثلما أبغي أن يتعرف الجميع على صناعتي ويكون لي مكان بينهم، صحيح أن الألعاب غالية، لكن كلفة صناعتها كبيرة، فهي تحتاج للخيوط والأسلاك التي يفتقدها السوق المحلي في الساحل، وإن وجدت فسعرها خيالي وأكبر مما في سوق دمشق وحمص، ولهذا أقصدها وأشتري ما يلزمني”.

وتضيف “تركيبها ونسجها يحتاج لأسبوع وأسبوعين ويلزم مني دقة عالية وتركيز وخيال ينبض بالجمال لتكون بالشكل الأمثل وفيه التناظر والسوية لتكون الأطراف بنفس القياس والسوية، وقوة يد لشد حبالها فتكون متينة وقاسية وحتى متحركة، ولا تستطيع أن تفتك بها يد طفل عابث، وفوق كل ذلك الوضع الاقتصادي للناس ولحاقهم تأمين لقمة عيشهم”.

تقرير/ ا ـ ن