تقرير/ أ ـ ن
أصيب عدد كبير من المداجن بفيروس التهاب كبد الفروج، وصل من الدول المجاورة ولا ينتقل للإنسان إطلاقا، مما سبب خسائر كبيرة لأصحاب المداجن في طرطوس ومدنها بانياس والقدموس وصافيتا والشيخ بدر والدريكيش ومشتى الحلو والمداجن في قرى هذه المدن، وانتشر الخوف مترافقا مع تراجع شراء الفروج في كل المحافظة والمدن والقرى، وتزامنت الحالة مع ظاهرة نفوق آلاف الصيصان والدجاج نتيجة التهاب الكبد الذي أصاب الأفواج الأخيرة في جميع مداجن محافظة طرطوس، حيث أن هذا الفيروس ينتمي إلى الفيروسات الغدية الادينوفيروس، ويشار الى ان هذا المرض ظهر حديثا في المداجن ويتميز بالظهور المفاجئ مع معدل نفوق مرتفع، حيث تتجمع كميات من السوائل في التامور حول القلب.
السيد خالد وهو طبيب بيطري من مدينة بانياس قال: اشتبه بإصابة بعض القطعان في مداجن محافظة طرطوس ومدنها وقراها، نتيجة انتقال الفيروس من الدول المجاورة حيث بلغت نسبة نفوق القطعان سريعا وبفترة قصيرة، بين 20 – 40%، حيث أنه تتأثر نسبة الإصابة تبعا للرعاية الصحية والبيئة المحيطة: تهوية، رطوبة، تغذية جيدة، والاستخدام العشوائي للأدوية واللقاحات دون إشراف طبي، إضافة إلى حدوث إصابات جرثومية ثانوية، رغم انه عند الإصابة يجب تخفيف التغذية المركزة وإعطاء ذرة صفراء ومدرات البول، وتمت مراقبة الوضع الصحي في المداجن ومراقبة التخلص الفني من النفوق سواء بالحرق والطمر، وتوجيه المربين إلى ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية واستخدام الأدوية واللقاحات تحت إشراف طبي، ومطالبتهم بتطبيق إجراءات الأمن الحيوي: تعقيم، منع الاختلاط، مكافحة الحشرات، وضع شباك على النوافذ، حرق النفوق وطمره بشكل أصولي، وذلك للحد من انتشار المرض وبالتالي منع زيادة الخسارات.
السيد عادل وهو مهندس زراعي ومن أصحاب المداجن بإحدى قرى طرطوس، فقد أكد إصابة العديد من الأفواج الأخيرة بمرض التهاب الكبد غير معروف السبب والذي جاء هذا العام معدلا وأكثر صعوبة وهو ما يسمى التامور، والذي أدى لنفوق آلاف الصيصان في كل المداجن المجاورة، وبالتالي أدت الى خسارات كبيرة جدا تبلغ مئات الملايين في كل مدجنة، حيث أن المرض يصيب الدجاج بعمر 35 يوما أي بعد إطعامه وتربيته حيث عادة يباع بعمر 45 يوما، ولكن خوفا من انتقال المرض بالعدوى بين قطعان الفروج يقوم المربون ببيعه باكرا وإن كان بأسعار متدنية، فاليوم سعر الكيلو50 ألفا، بينما يباع في المداجن في هذه الظروف ما دون 25 ألفا ويصبح أقل إذا كان البيع إلى محافظات أخرى، أي إنه يتم بيعه مريضا لعدم انتقاله للإنسان أو التأثير فيه قبل أن يموت، ولاسيما أن اللقاح المتوفر هو حصريا بالصيدليات الزراعية وتكلفته باهظة جدا، فلكل ألف صوص سيكلف اللقاح مليوني ليرة، ما يعني أن المربي الذي لديه عشرة آلاف صوص سيحتاج إلى عشرين مليون ليرة، وأحيانا يكون غير مجد مع المرض كما حدث منذ سنتين مع مرض التهاب الكبد غير المعدل والذي لم يتفاعل مع اللقاح.
السيدة تمارا وهي مهندسة زراعية من صافيتا، اضافت: أن عدداً كبيراً من مداجن المحافظة والقرى، تعرضت للإصابة والخسارات الكبيرة، علما أن مديرية زراعة طرطوس لا تملك أي نوع دواء وحصراً سيتم شراؤه من الصيدليات الزراعية، وعن كيفية تصريف الفروج النافق، لفتت إلى أن معظمه يذهب إلى المسامك أو يحرق ولكن الحي منه يباع لكونه لا ينقل المرض للإنسان، وأكدت أن خسائر سبع مداجن خلال مدة لم تتجاوز العشرة أيام وصلت إلى مليار ومئة مليون ليرة، حيث أن هذا الفيروس يصيب قطيع الدواجن بجميع الأعمار من عمر 20 يوما وحتى 30 يوما، على الرغم من أنه ومع بدء انتشار الفيروس سارعوا لإعطاء اللقاح للقطيع وهو لقاح مستورد عن طريق وزارة الزراعة، وبالتالي هو مضمون النتائج، لكنه لم يجد نفعا، وحالات النفوق قائمة والعدوى مستمرة، موضحين أنه عندما تكون أمات الصيصان لديها مناعة تعطي صيصانا نظيفة، وتبين أن سبب المرض هو دخول صيصان مهربة من دول الجوار مصابة بهذا الفيروس أدت لعدوى كبيرة لقطيع الدواجن وانتشاره بشكل كبير، وسببت حالات نفوق كبيرة، ومن ناحية أخرى تمت الإشارة الى معاناة المربين الكبيرة من عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت الزراعي الخاص بالمداجن، ما انعكس سلبا على التربية، ولا بد من الإشارة إلى إن المرض تراجع بعد المتابعة المستمرة والتزام المربين بالتعليمات الصحية وأهمها اللقاح والتخلص الآمن من حالات النفوق عن طريق الحرق والطمر.