لكل السوريين

انخفاض مبيع وارتفاع في أسعار الألبان والأجبان في وسط سوريا

تقرير/ بسام الحمد

انعكس انخفاض استهلاك الألبان والأجبان في حماة وحمص، نتيجة ضعف القدرة الشرائية، بشكل سلبي على حركة السوق، وأدى إلى إلحاق خسائر بالحرفيين الذين يواجهون صعوبة في تأمين مستلزمات الإنتاج.

وأسهم ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء في تراجع كميات الإنتاج، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 700 ألف ليرة، لا سيما أن العديد من الحرفيين يعملون بأدنى طاقة إنتاجية بسبب توقف بطاقاتهم الإلكترونية.

يعتبر الجبن من الأطعمة التي يعتاد بعض الأشخاص لا سيما في وسط سوريا، دون الانتباه أن هناك أنواعًا مسموحة وأخرى ممنوعة، لكن تشهد أصناف الأجبان انخفاضا حادا في الإقبال على الموائد في سوريا، رغم أنها من الوجبات الأساسية في هذه الفترة.

وانخفض الإقبال على شراء مادة الأجبان بنسبة 65%، انخفاض الإقبال على الأجبان جاء نظراً لارتفاع أسعارها وعدم قدرة عدد كبير على شرائها، وباتت نسبة الإقبال عليها بحدود 30-35%.

وبلغت الأسعار الجديدة التي حددتها التموين لمشتقات الأجبان والألبان على الشكل التالي: كيلو اللبن 7500 – مبيع 8000 ألف، كيلو الجبنة البلدية 45 ألف – مبيع 47 ألف، كيلو اللبنة البلدية 32 ألف ـ مبيع 30 ألف، أما الجبنة الشلل فسعرها 80 ألفا والحليب سجل سعر الكيلو منه 7500 ليرة، إلا أن هذه الأسعار لا يلتزم بها التجار عادة لأنها تعرضهم للخسارة.

وجرت العادة أن انخفاض الأسعار وطرح خطط لخفضها في مناطق الحكومة، مجرد أنباء لا تمت للواقع بصلة، محذراً من استمرار تردّي الحالة المعيشية لدى المواطنين، لذا من المؤكد ستشهد سوريا كثيراً من حالات القلة المعيشية والاستهلاكية على أرض الواقع نظراً لانخفاض القوة الشرائية في الدخل الحقيقي لأصحاب الدخل المحدود في كلا القطاعين العام والخاص.

يقول الأهالي إن أي حديث عن أي خطة وإجراء لتخفيض الأسعار قسراً أو بفعل الرقابة، هو حدث لن يكون له أي أثر على الإطلاق على أرض الواقع، ولكن يمكن خفض أسعار بعض أنواع السلع غير الاستهلاكية الغذائية التي يمكن لمنتجيها أو بائعيها أن يستغلوا مناسبة ازدياد الطلب.

وفي حديث للسوري مع مواطنين في مدينة حمص: فصل الشتاء عادة يفاجئنا بأزماته وأسعاره، لكن الغلاء هذه المرة جاء باكراً جداً، حيث ارتفع سعر كيلو الحليب في السوق ليصل إلى 9 آلاف ليرة سورية، أي بمقدار 2000 ليرة عن الشهر الماضي، إضافة إلى اختلاف سعره من محل إلى آخر، كذلك سعر كيلو اللبن الذي تجاوز 10 آلاف ليرة سورية بشكل وسطي، في حين وصل سعر كيلو اللبنة البلدية إلى 45 ألف ليرة، وبلغ سعر كيلو الجبنة البلدية نحو 50 ألف ليرة كأدنى سعر له، أما الجبنة الشلل فقد وصل سعر الكيلو منها إلى 75 ألف ليرة، وهذا استعراض موجز جدا لأسعار الحليب ومشتقاته حاليا، والتي هي بعيدة كل البعد عن الأسعار الرسمية المعلنة

وبدوره تدخل السيد جوني وهو من تجار السوق بالجملة لبيع مشتقات الحليب وقال: هذا الذي يتم احتيال وكذب ولا علاقة له بمتغيرات سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأخرى، ولا بذريعة ارتفاع تكاليف الإنتاج ولا بقصص المحروقات والكهرباء أو غيرها من الذرائع، بل ولا حتى بالتأثر بمتغيرات الأسعار العالمية، فالموضوع محكوم بدرجة ومعدلات الاستغلال المتزايدة من طرف، وبسعر صرف للدولار الذي يفرضه التجار الكبار من طرف آخر، مع الصمت الحكومي المطبق، بل ومع التغطية التي تظهر في النشرات السعرية الخلبية التي يكون السوق قد سبقها بأشواط بالواقع العملي، ولتكون النتيجة منح المزيد من الفرص للحيتان الكبار لتحقيق المزيد من الأرباح الاستغلالية، الكبيرة وغير المشروعة، من جيوب المفقرين وعلى حساب اساسيات حياتهم ومتطلبات استمرارهم بالعيش، والمسلسل مستمر بحلقاته السوداء، وبرعاية حكومية لا لبس فيها.