حاوره/ مجد محمد
أكد حميد الجبر على ضرورة وحدة سوريا أرضاً وشعباً وضرورة إقامة نظام لا مركزي، وتحقيق الانتقال السياسي عبر القرارات الأممية، وعلى رأسها القرار ٢٢٥٤ الخاص بالأزمة السورية، وإنه مهما اختلف السوريين فأن مصلحتهم تصب من بوتقة واحدة.
في ظل ما تتعرض له سوريا من أزمة اقتصادية خانقة وأوضاع إنسانية صعبة يعيشها السوريين علاوة على التدخلات الخارجية واحتلال تركيا أجزاء كبيرة منها، أكد البيان الختامي لمؤتمر المسار الديمقراطي السوري على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، البيان الختامي لمؤتمر المسار الديمقراطي الذي عقد على مدار يومين ٢٥,٢٦ تشرين الأول في بروكسل، بمشاركة ١٢٨ مندوب ممثلين لقوى وشخصيات ديمقراطية من داخل سوريا وخارجها، أكد على ضرورة إقامة نظام لا مركزي وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا عبر القرارات الأممية وعلى رأسها القرار ٢٢٥٤، البيان شدد على ضرورة إقامة نظام لا مركزي في البلاد وتتحدد تفاصيله عبر حوار وطني شامل وضمان دور المرأة والشبيبة وتوسيع تمثيل السوريين وتعزيز دورهم الذي يمثل الإطار القانوني المعتمد لتحقيق التسوية السياسية بين جميع الأطراف، والتأكيد أيضاً على الهوية الوطنية السورية، وطالب البيان على ضرورة الفصل بين الدين والدولة مشيراً إلى أن بناء سوريا وتحصيل حقوق الجماعات والأفراد يتطلب مبادئ دستورية محصنة تعتمد على القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والجماعات، وأن يكون للقانون الدولي الأولوية على المبادئ الدستورية.
وفي هذا الخصوص عقدت صحيفتنا حواراً مطولاً مع الأستاذ حميد الجبر عضو الحزب السوري الوطني، ودار الحوار التالي:
*أستاذ حميد مرحباً بك بداية، كيف يمكن تعزيز المسار الديمقراطي في سوريا بما يضمن حقوق ومشاركة جميع المكونات السورية؟
أهلاً بك، بغض النظر عما جرى في بروكسل والمؤتمر، البيان الختامي وجميع ما ذكر فيه جيد جداً، ولكن ما هي الآلية التنظيمية والسياسية لتنفيذ هذه البنود التي وردت في هذا البيان، كمثال وحدة الأراضي السورية، فكيف نسعى لذلك وهناك أربع دول لها مناطق نفوذ في سوريا كأمريكا وروسيا وتركيا وإيران، القضية السورية الآن منسية في المفارق الدولية الكبرى، فالآن الأولوية هي عما يجري في الشرق الأوسط، غزة وإسرائيل ولبنان هم الأبرز وحتى أوكرانيا منسية حالياً، فالأمم المتحدة حالياً مشلولة وعاجزة عن تنفيذ قراراتها، وللأسف حتى الآن الائتلاف هو ممثل المعارضة وهو أيضاً مشلول، فلا يوجد شيء حالياً بنظري أنه ممثل للمعارضة السورية، للإيضاح ما تم الاتفاق عليه في بروكسل جيد جداً، ولكن هناك عدة نقاط عريضة يجب إيضاحها هي أنه ما هي الدول أو القوى التي رعت الاجتماع، وكيف تم الغاء الائتلا
ف الذي هو حالياً رغم شلله وعجزه يعتبر الممثل للمعارضة السورية، فالمؤتمر كما ذكرت لك جيد جداً ونتمنى له الموفقية القصوى في تطبيق ما ورد في بيانه.
*بعد جميع سنوات الأزمة السورية، كيف يمكن وضع آليات لتحقيق المسار الديمقراطي، وما هي نقطة الارتكاز والمعيار الحقيقي لانطلاق هذا العمل؟
حسب ما تم في المؤتمر أنه تم انتخاب لجنة الأمانة العامة المؤلفة من ٢٣ شخص، فأنا اقترح إنه على هؤلاء أن يتصلوا بمختلف الأطياف السورية ومختلف الأحزاب السورية، يتواصلون معهم ويقولون هذا هو بياننا، فأنا بتصوري إنه لا يوجد شخص سوري يعترض على هذا البيان لأنه بيان شامل، فبنود البيان كلها صحيحة وكلها تتوافق مع جميع الأطياف والنخب، فكي تتحول هذه البنود إلى ممارسة فلابد أن نحقق مؤتمر وطني سوري، ومن لم يستطع حضور هذا المؤتمر لأسباب سياسية فيجب أن يتم عقده في دولة حيادية كسويسرا مثلاً، فمؤتمر بروكسل يمكن أن يفهم غلط بسبب موقعه وتبدأ التأويلات بين هذا وذاك، هوية المؤتمر وجواز سفره هو المشروع السياسي وتتشكل لجنة من الدستوريين والحقوقيين والسياسيين، ويصيغوا برنامج لسوريا وهذا البرنامج يتضمن ما ورد في هذا البيان ولا ضير في إضافات أخرى، يعنى إنه أهم شيء أن يراعي مصالح الشعب السوري والتعامل مع الدول الند بالند وليس تبعية من نوع معين، فالمؤتمر يجب أن يشمل الجميع ومقرراته تشمل الجميع برضى الجميع.
*في ظل الحديث عن الآليات وجوهر ما ورد في البيان، من تعددية وديمقراطية ولا مركزية وعلمانية وغيرها، هذه الآليات كيف يمكن تفعيل تحقيقها؟
كي لا أكرر، التفعيل يبدأ من دعوة كل الأطياف الفاعلة على الأرض السورية وخارجها، والاطياف التي لها صلة رحم قوية بمكونات الشعب السوري ولها علاقات خارجية أيضاً، فالخطوة الكبيرة والملحة أن يتم عقد مؤتمرات فاعلة على الأرض السورية كدمشق أو الحسكة مثلاً بضمان حماية الجميع لعقد تفاهم حديث، والأهم هو دعوة الكوادر الكبرى التي لديها خبرات دولية في الشأن السوري ولكن المشكلة الكبرى إننا للأسف نحن السوريين نقوم بتخوين بعضنا البعض فحتى الآن مختلفين على التسمية ما بين الثورة والأزمة، فتقاتلنا بين بعضنا وتركنا الفريسة، فحينما اتكلم عن العلمانية فهي لا تعني إنه القضاء على الدين ولكن احترام جميع الأديان، ولكن بوجهة نظر غيري إنه هي القضاء على الدين، فأننا حالياً بمشكلة أننا نناقش قوى قاتلة لا تميز هذه الأفكار فكيف ندخل هذه الأفكار في عقولهم.
*ما هي التحديات التي تواجه ما جاء في بيان مسار الديمقراطي؟
التحديات تبدأ في أنه كيف تم عقد هكذا مؤتمر، وهناك في سوريا مناطق محررة من الحكومة السورية ولكنها محتلة من تركيا وتم تتريكها بالكامل حتى باللغة من مدارس ومشافي وغيرها، فماذا عن هذا الاحتلال؟ وماذا أيضاً عن إيران؟ فأنا بتصوري لا تستطيع محاربة هذه التحديات إلا بقوة واحدة ووحيدة وهي قوة الشعب، وتأتي قوة الشعب مما تصيغه أنت من مشروع سياسي يقتنع به ويرى فيه مصالحه، فعندما يقتنع معك الشعب لا تستطيع أي دولة عظمى أن تفعل شيء، فاليوم الشعب هو القوى، فالبيان هذا، وهذا المؤتمر عندما يوافق عليه جميع الشعب أضمن له النجاح مئة في المئة، فاليوم المطلوب هو تلبية مطالب ورغبات الشعب بأي طريقة كانت.
*ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية في دفع المسار الديمقراطي إلى الأمام؟
الحلقة الأساسية، والركيزة الكبيرة هو الحوار بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فالتاريخ والثقافة والنضال وحتى العدو مشترك، هذا الحوار إن تم وأنا أتمنى أن يتم فهو مفيد لجمع الأطراف، لأنه إن تم يعتبر بداية عصر جديد وحديث لسوريا الحديثة وسوريا التي تقضي على الإرهاب وتتطلع إلى مجتمع سياسي وحياة أفضل لكل مواطنيها، فهذا المعادلة إن تمت فهي تعتبر أكمل الآليات التي يمكن أن نعول عليها والتي يمكن أن نستجلبها ونستخدمها كما ورد في أدبيات هذا المؤتمر الذي عقد في بروكسل، فالحوار هو الحجر الأساس والدعامة الكبيرة لسوريا المستقبل التي نتمنى جميعنا عودتها إلى رونقها.
*هذا البيان وهذا المسار يعزز دائماً رؤية ومفاهيم الإدارة الذاتية، إلى أي درجة يمكن أن تكون في ظل خلق حالة من الحوار بين دمشق والإدارة الذاتية؟
الطرفين دائماً ما اشبههم بالزوجين المفترقين داخل المنزل الواحد، فلابد من صياغة وصراحة وتصفية القلوب والنوايا بين الطرفين، لكلا الطرفين أسبابه لكن اليوم كما علمنا التاريخ إنه هناك نقلات نوعية، هي أن نضع حجراً فوق الماضي وأن نفكر في المستقبل، أنا لا أشكك بنوايا كلا الطرفين ولكن أقول وللأسف إنه كانت هناك عقد وأشياء لا بد العبور من فوقها ووضعها جانباً، والجلوس في كل المحافل الوطنية لعودة الإدارة الذاتية لحضن الحكومة السورية وتعيد الحكومة السورية لحضن الإدارة الذاتية.