لكل السوريين

سبعة أعوام على تحريرها.. أهالي الرقة يواظبون على الاحتفال بالمناسبة، وجوانب الحياة تَعدّ بالأفضل

رغم مرور سبعة أعوام على تحريرها، لا يزال أهالي الرقة يواظب على الاحتفال بالذكرى السنوية لهذه المناسبة، التي شكلت خاصرة في عمق داعش، ومن خلفه الاحتلال التركي، الذي كان يعول الكثير على التنظيم الإرهابي، في تحقيق أهداف أنقرة في العمق السوري.

وتصادف هذه الفترة الذكرى السنوية السابعة لتحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش الإرهابي، الذي دحرته قوات سوريا الديمقراطية من المدينة بعد معارك طويلة، كبدت التنظيم ومرتزقته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وبعد التحرير مباشرة، باشرت لجان مجلس الرقة المدني الذي تأسس قبل تحرير المدينة، بإعادة الحياة للمدينة، فبدأت عملية إعادة الحياة لها بإزالة مخلفات الإرهاب، من ركام ومتاريس، كان يستخدمها مرتزقة التنظيم في الشوارع والأحياء السكنية، ما جعل الأهالي أشبه بدروع بشرية، كانت قد أخرت عملية التحرير، وجعلتها دقيقة للغاية.

ومع مرور السنوات السبعة على تحرير المدينة، وعلى الرغم من تأثر المدينة بالأزمة التي تعانيها البلاد ككل، وبالأخص الأزمة الإنسانية، حيث تعد المدينة أكثر المدن السورية اكتظاظا بالنازحين من مختلف المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي جعلت موضوع إعادة الإعمار بطيء جدا، إلا أن الأحياء التي كانت مدمرة عادت مجددة عبر البناء.

أولى أعمال إعادة البناء كانت بإعادة تعبيد الطرقات، وتأهيل البنى التحتية والمؤسسات الحكومية، التي اتخذها مجلس الرقة المدني كمراكز للجانه والمؤسسات الفرعية التابعة لها.

وأولت الإدارة الذاتية للتعليم أهمية خاصة، إذ بعد سنوات الظلام والجهل والتخلف أبان حكم داعش، قامت الإدارة الذاتية بإعادة بناء المدارس التي دمرت، وإنشاء مدارس جديدة للمساهمة بنشر الوعي والعلم بين مكونات المنطقة، وذلك عن طريق افتتاح لجنة التربية والتعليم في مدينة الرقة.

وقد قامت لجنة التربية بدورات تأهيلية لكافة المعلمين في السنوات الماضية، وبعد افتتاح المدارس عند تحرير المدينة، لإخراج الناس من التخلف والسواد الذي سيطر على مدينة الرقة في ظل حكم داعش والفصائل المسلحة خلال الأزمة السورية الأخيرة.

أما عن الصحة فقد كانت لها النصيب الأكبر لما لها من أهمية وضرورة لمدينة الرقة، فقد تم إعادة ترميم وبناء مستشفى الرقة العام، وفي سابق من نوعها افتتاح قسم خاص بالحروق مستقل عن المستشفى، وتعد من أهم وأكبر الصروح الصحية في سورية كافة.

فضلا عن انتشار المستوصفات والعيادات المتنقلة في ريف المدينة، وتأهيل مبنى العيادات الشاملة الذي يتكون من مجموعة عيادات جلدية وداخلية، ويقدم الخدمات الصحية لسكان المدينة وريفها في أي وقت.

قضمت أحلام العثمانيون الجدد

كانت الرقة إبان سيطرة التنظيم عليها تعد بمثابة أحلام بعيدة لدولة الاحتلال التركي، حيث أن زعيم حزب العدالة والتنمية كان يرى الرقة تعد بمثابة ركيزة له ليكمل مشروعه العثماني، سيما وأن التنظيم كان يحظى بدعم مباشر من قبل الحكومة التركية.

ما يؤكد تعاون تركيا مع المرتزقة هو امتعاض تركيا نفسها من القضاء على التنظيم في مناطق شمال شرقي سوريا، كوباني، ثم الرقة، ثم دير الزور.

واليوم، وبعد مضي سبعة أعوام على تحرير الرقة، تعد الوجهة الأولى لكل النازحين القادمين من المحافظات السورية، الفارين من جحيم إما الحرب أو الغلاء أو انعدام الأمن.

وتعتبر الرقة اليوم، القبلة الأولى للوفود الدولية التي تزور مناطق شمال شرقي سوريا، باعتبار أن المقر الرئيسي للإدارة بات موجودا في الرقة، ما يؤكد الحالة الأمنية التي تحظى بها المدينة، حالها كحال باقي مناطق شمال شرق سوريا، رغم وجود بعض الحالات التي يمارسها مرتزقة داعش، بدعم مباشر من الاحتلال التركي.