لكل السوريين

أصحاب المصابغ يغلقونها بسبب ارتفاع التكاليف

دمشق/ مرجانة إسماعيل

يواجه حرفيو تنظيف وصباغة وكيّ الألبسة في دمشق تحديات كبيرة تهدد استمرار مهنتهم، حيث ارتفعت التكاليف وزادت صعوبات توفير الطاقة، مما أدى إلى إغلاق عدد كبير من المصابغ.

وأوضح صاحب إحدى المصابغ في دمشق أن التكاليف الضريبية، وسوء وضع الكهرباء، وارتفاع أسعار المحروقات أسهمت في إغلاق العديد من المصابغ.

وأشار إلى أن المولدات التي تُستخدم لتشغيل معدات المصبغة باتت عبئاً ثقيلاً على أصحابها، فضلاً عن نقص الوقود المتوفر، مما تسبب في ارتفاع أسعاره في السوق السوداء بنسبة 200%.

وأوضح أن هذه النسبة لا تتناسب مع أجرة قطعة الكي أو تنظيفها، إضافة إلى ارتفاع أسعار القطع وصيانتها، وسوء المواد الأولية، وفقدان اليد العاملة. كما أشار إلى أن أجرة تنظيف وكي البنطال تبلغ 10 آلاف ليرة وتصل إلى 25 ألف ليرة في المناطق الراقية، في حين يتراوح إيجار المصبغة بين مليون و3 ملايين ليرة.

من جهته، ذكر صاحب مصبغة أخرى أن تقنين الكهرباء وقلة اليد العاملة تؤثران على المهنة وتؤديان إلى تأخير تسليم القطع للزبائن، موضحاً أن معظم العاملين هم من الأطفال والمراهقين، مما يضطره إلى تدريبهم في البداية قبل أن يصبحوا جاهزين للعمل.

بينما تقول الجمعية الحرفية لتنظيف وكيّ الألبسة في دمشق، إنها رفعت قائمة أسعار جديدة تتماشى مع التكاليف إلى “مديرية التموين”، وعلى الرغم من موافقة المديرية عليها، فإن العديد من أصحاب المصابغ لا يلتزمون بهذه التسعيرة بسبب ارتفاع أجور العمال وعدم تحقيق التوازن بين الكلفة والأسعار المحددة.

وبحسب الفراش، فإن المديرية حددت أجرة تنظيف وكي القطعة بـ 10 آلاف ليرة، في حين تبلغ أجرة العامل 250 ألف ليرة في الأسبوع، والمعلم 600 ألف ليرة، وهو ما يجبر أصحاب المصابغ على عدم الالتزام بالتسعيرة.

وتختلف كلفة تنظيف وكيّ القطع بين الصيف والشتاء، حيث ترتفع أسعار تنظيف الملابس الشتوية إلى ما بين 75 و100 ألف ليرة، بينما تصل أسعار تنظيف بدلات الأعراس إلى 200 ألف ليرة. أضاف الفراش أن المصابغ تتقاضى مبلغاً إضافياً قدره 700 ليرة مقابل الأكياس والعلاقات المستخدمة بعد الكي.

وأشار الفراش إلى أن مهنة غسيل وكيّ الألبسة أصبحت موسمية، حيث يزداد الإقبال في فصل الصيف ومواسم غسيل السجاد. وأوضح أن عدد المصابغ في دمشق انخفض من 400 إلى عدد قليل بسبب ضعف الإقبال وارتفاع المصاريف.

يُذكر أن تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا أدى إلى اندثار العديد من المهن، خاصة التراثية منها، كما تسبب بهجرة قسم كبير من الحرفيين الخبراء إلى الخارج بحثاً عن فرص أفضل.