لكل السوريين

مع إقبال الصيف.. معاناة السوريين في وسط البلاد لتأمين أجهزة تبريد تتضاعف

تقرير/ جمانة الخالد

تزداد معاناة المواطنين في سوريا مع بداية كل فصل من فصول السنة. إذ مع بدء فصل الشتاء البارد، يحتار السوريون كيفية تدبير وسائل التدفئة لهم، وفي فصل الصيف الحار وخاصة في المناطق الوسطى التي تشتهر بدرجات حرارة عالية، يرتبكون أيضا حول كيفية تدبير أمورهم لحمايتهم من درجات الحرارة العالية خلال الصيف.

وارتفعت درجات الحرارة في عموم المحافظات السورية، ويبدو أن سوريا ستشهد صيفا حارا آخر، حيث تشير التنبؤات المتعلقة بالأحوال الجوية في البلاد إلى أن سوريا مع موعد صيفي طويل وحار وقد يمتد ليغطي فصل الخريف المقبل، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

وتعاني أسواق الأدوات الكهربائية، في مناطق وسط سوريا ويمكن أن ينسحب على عموم المناطق السورية لا سيما التي تسيطر عليها الحكومة، من حالة جمود غير مسبوقة بسبب أسعارها المرتفعة، لدرجة أن شراء براد أو غسالة بات أشبه بالحلم بالنسبة للمواطنين.

ولا تتجاوز نسبة المبيعات للأدوات الكهربائية تراجعت حوالي 40 في المئة مقارنة عن قبل بسبب الغلاء والتضخم الذي أثّر سلباً على حركة البيع والشراء لاعتمادها على دخل المواطن الذي أصبح محدوداً ولا يكفيه لتأمين غذائه، وصار لا يشتري إلا إذا كان مضطراً للقطعة.

وفي حال قرر المواطن الشراء، فإنه يلجأ للأدوات المستعملة القديمة كونه لا يستطيع شراء مروحة بنصف مليون أو بمليون ليرة فيشتريها مستعملة بـ 200 ألف ليرة لحاجته لها.

ويرى أصحاب محلات لبيع معدات كهربائية أن الأسعار الحالية للأجهزة طبيعية ومنطقية وفقاً لسعر الصرف المحدد من قبل المصرف المركزي، وليست عبثية كما يراها البعض، كون أغلب المواد مستوردة وغالية كطن النحاس الذي صار كالذهب صعوداً، وحبيبات البلاستيك وكل مستلزمات الإنتاج.

ويضيف آخرون أنه حتى وإن كان لدينا منتجاً وطنياً من البرادات والغسالات والمراوح وأفران الغاز، إلا أن أغلب قطعها الأساسية أجنبية مستوردة ومسموحة، وجماركها مقبولة، لأنه لدينا تجميع وليس تصنيعاً لهذه المواد، والسوق عندما يمتلئ بالماركات الوطنية فلا حاجة لاستيراد الماركات الأجنبية الجاهزة من أجل تشجيع صناعتنا الوطنية وتشغيل المعامل واليد العاملة التي أصبحت أجورها مرتفعة أيضاً تماشياً مع الوضع المعيشي الصعب.

يشهد سوق الأدوات الكهربائية في حماة وحمص ارتفاعاً كبيراً في الأسعار ما حوّل اقتناء الأدوات الكهربائية إلى رفاهية ليست في متناول أكثرية الشعب السوري.

ويبدو أن انقطاع الكهرباء لأكثر من عشرين ساعة يومياً قد قلل من أهمية هذه الأدوات لكن ذلك لا يشكل سبباً لغيابها من المنازل فالبعض أصبح يستخدم البطاريات في منزله للإنارة وتشغيل هذه الأدوات.

ويرافق قدوم فصل الصيف في سوريا مشاعر سلبية ويردد الجميع جملة واحدة “الشتاء قاس لكننا نستطيع اللجوء للدفء بزيادة الملابس والحرامات، لكن في فصل الصيف ماذا نفعل لنتجنب الحر”، إذ يمتاز فصل الصيف في سوريا بأنه مرتفع الحرارة ويزيد المشكلة شكل العمارات والعشوائية وعدم التنظيم والاكتظاظ فتقل المنافس وفرص التهوية ويزداد الحر.

ولا يمكن بأي شكل التخلي عن المراوح والمكيفات في المنزل، وإلا يعجز الفرد عن النوم أو الجلوس، ومع بداية كل صيف تبدأ أسعار المراوح بالارتفاع والمبررات جاهزة دائماً من ارتفاع سعر الصرف إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وغيرها.