حمص/ بسام الحمد
في وسط سوريا، وضع جميل والمزارعون الآخرون ألواحاً عملاقة لتوليد الطاقة الشمسية وسط حقول مزروعة بالطماطم واليقطين، بعدما أنهكت سنوات الحرب الطويلة البنى التحتية للخدمات، وبينها قطاع الكهرباء.
في محافظة حمص، تتوسط ألواح الطاقة الشمسية الحقول الزراعية وتنتشر في كل مكان، أو تتمركز فوق أسطح المنازل في المدن الكبرى وحتى المستشفيات، بعدما أعطى غياب الكهرباء دفعاً للطاقة البديلة، نظراً لفوائدها وكلفتها المنخفضة.
ويقول جميل بينما يقف وسط أرضه الزراعية الرستن وسط معاناة جراء انقطاع المحروقات أو ارتفاع أسعارها، فقررنا أن نشتري (ألواح) الطاقة الشمسية”.
عبر الطاقة التي تولّدها الألواح، يشغّل المزارعون مضخات الري التي تمكّنهم من توفير المياه لمساحة تقدّر بأكثر من ثلاثين دونماً، إلى جانب استخدامها لسحب المياه من بئر في البلدة.
ووفرت هذه التقنية على المزارعين عناء تكبّد أي مصاريف إضافية، وسمحت بتأمين جزء كبير من احتياجاتهم للطاقة، ويقول جميل: “الطاقة البديلة مريحة للمزارع، حتى لو عادت الشبكة الكهربائية، ستكون الطاقة الشمسية أوفر من الكهرباء”.
خمس ساعات من الانقطاع، وساعة ونصف من العمل، هذا حال التيار الكهربائي في محافظة حمص إذ تعدى انقطاع التيار كهربائي في بعض المناطق هذه الساعات المحددة ليصل أحياناً إلى يوم كامل، بحسب جدول وصفات مبررات الأعطال التي تقدمها مديرية الكهرباء لسكان المحافظة.
والمبررات الاعتيادية هي: خارج الخدمة بسبب الإرهاب سابقاً وقيصر حالياً، وبمزج السببين الحكوميين معاً يخلص المواطن إلى نتيجة مفادها ألّا كهرباء في الأمد المنظور.
وفي الفترة السابقة رفعت الحكومة السورية شعار التوجه للطاقات البديلة وتشجيع المواطنين على الاستثمار فيها عن طريق تركيب ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل لتوليد الكهرباء.
يقول مهندسو كهرباء “الطاقة الشمسية حل سريع ومجدي لتوليد الكهرباء بالنسبة للمنازل أو الورشات والمعامل الصناعية والتجارية، لكن بشرط توفر رأس المال والإرادة الحقيقية للمستثمر باستيراد أفضل أنواع ألواح الطاقة الشمسية”.
ويضيفون أن هناك فوائد للاستثمار في هذا المشروع خاصة مع وجود توجه عالمي نحو الطاقات البديلة، لكنهم في نفس الوقت من فاعلية تطبيق هكذا مشاريع في سورية، فالطاقة المتجددة تحتاج لميزانيات مالية كبيرة لتغطية حاجة سوريا منها، فضلاً عن ضرورة وجود مساحات شاسعة وتوزيع صحيح لألواح الطاقة.
وتحتاج المنظومة لألواح وبطاريات وانفرتر ومنظم شحن، هي الأجزاء الأساسية لجهاز الطاقة الشمسية، وتبدأ عملية تركيب الألواح، بحساب الحمل الكهربائي وبناء عليه تقدر الكلفة المادية وهي مرتبطة بسعر الدولار، وسعر الدولار غير مستقر في سوريا، لكن الأسعار تتراوح ما بين عدة ملايين لإنارة منزل فقط بدون استخدام الأجهزة الكهربائية، وتصل إلى 40 مليون ليرة للنوعيات الأفضل وبحسب مساحة وكلفة المشروع.