لكل السوريين

الجص الديري مهنة موروثة تؤمن بديل جيد لمواد البناء

الرقة/ صالح إسماعيل

يتوجه أغلبية سكان أرياف الرقة بالاستعانة بالجص الديري الأبيض كبديل لتجهيز بيوتهم وصيانتها لغلاء مواد كسوة البيوت في هذه الآونة التي تشهد انهيار العملة المحلية وغلاء فاحش في تكاليف البناء.

ويشرع نسبة كبيرة من أصحاب البيوت المستحدثة في ريف الرقة الشمالي وخاصة البيوت الطينية للإستعاضة بمواد كسوة البناء المعهودة (الأسمنت والرمل وغيرها من مواد البناء) بمادة الجص الديري الأبيض كمادة توفر أضعاف من تكاليف الكسوة البيوت لانتشار الورشات التي تعمل بهذه المهنة وتوافرها بأسعار وتكاليف مناسبة.

وتجلب المادة الأساسية للجص من مناطق مقاطعة دير الزور من مقالعه في تلك المنطقة، حيث يتم طحن الصخور بواسطة كسارات الجص ليصل لمرحلة المادة البيضاء الناعمة وتعبئته بأكياس، ومن ثم نقله وشراءه من قبل ورشات العمل وتعد هذه المادة من المواد المتوفرة الرخيصة الاستخراج وقليلة التكلفة.

وانتشرت ورشات الجص الديري بكثرة في أرياف الرقة ومن ضمنها الريف الشمالي وإقبال العوائل المتوسطة والفقيرة على بناء الغرف الطينية لقلة التكلفة؛ وتميزها بميزة العزل الحراري طبيعيا صيفا وشتاء، على عكس الأبنية الإسمنية.

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا السوري لقاء مع أبو بلال أحد أصحاب ورشات الجص الديري حيث قال: أعمل بمهنة الجص لأكثر من خمسة وعشرون عام، وقد ورثت هذه المهنة عن أبي الذي امتهن هذه المهنة بعد انتشارها؛ حيث كان يعمل بنّاء، وانتقل للعمل في الجص الديري لما فيها من فائدة أفضل، ويعتبرها كعمل فني يحب الابداع والتجديد فيه، وانا بدوري أعمل انا وأبنائي حتى يكتسبون الخبرة والمهارة في هذا العمل لكسب الرزق الحلال.

وأضاف ابو بلال يتميز الجص بملائمته للمنازل والجدران وخصوصا الطينية؛ حيث يتماسك بشكل جيد وسريع ويتلائم مع الظروف الطبيعية حيث يشكل عازل حراري يوفر الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، وكونه مادة نظيفة لاتثير الغبار أو ما شابه ويمكن تنظيفه وحتى طلائه بمواد الدهان.

فيما أكد المواطن اسماعيل الحسن على أنه يفضل كسوة بيته بالجص الديري مع إضافة مواد أخرى تساعد على تصليب الجص كخلط نسبة من الاسمنت للمساعدة في إكساب الجص صلابة عن العوامل الطبيعية وتوفر ما نسبته أكثر من ٥٠% أذا ما اعتمدت على استخدام مواد البناء الأخرى (اسمنت، رمل، نحاتة)، وخصوصا بعد انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي الذي تجاوز عتبة ١٥٠٠٠ليرة سورية، وارتفاع الأجور التي يطلبها المقاولين واصحاب ورشات البناء والإكساء، وكوني عامل مياومة لا يتجاوز الأجر الذي أتقاضاه ما قيمته ٥ دولارات، ونحن بحاجة ماسة لبناء غرف طينية للسكن.