لكل السوريين

استمرارها يثير قلق إسرائيل.. الاحتجاجات الطلابية في أوروبا أميركا تتصاعد

تشير تقارير صحفية عديدة إلى تزايد التخوف في إسرائيل من أن تشكل الاحتجاجات الطلابية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، بداية حركة قد تؤثر على الرأي العام الغربي عامة، والأميركي خاصة، بما يؤدي إلى تغيير هذه الدول لسياساتها المؤيدة لتل أبيب.

حيث أظهرت استطلاعات رأي متعددة في أميركا تحول موقف الشباب من إسرائيل وانحيازه للقضية الفلسطينية، وهو ما بدا واضحاً في احتجاجات الجامعات الأميركية، وأكد تبدل المزاج العام تجاه إسرائيل.

كما أظهر استطلاع جديد للرأي في بريطانيا تحول الرأي العام نحو رفض أوسع للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتعاطف أكبر مع الفلسطينيين.

وأظهرت نتائج الاستطلاع زيادة أعداد البريطانيين المتعاطفين مع الفلسطينيين وتراجع أعداد المتعاطفين مع إسرائيل.

وإلى هذا الاتجاه، أشارت وقفات طلاب الجامعات الفرنسية المنددة بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويرى مختصون في الشؤون الإسرائيلية أن الاحتجاجات المتصاعدة بالجامعات الأوروبية والأميركية تظهر تغيراً واضحاً في موقف الشباب في أوروبا والولايات المتحدة تجاه إسرائيل.

تصاعد الاحتجاجات

توسعت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة تنديداً بالحرب الإسرائيلية على غزة لتشمل العاصمة واشنطن ولوس أنجلوس ونيويورك وأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، وتصاعدت الاعتصامات والمظاهرات وشملت جامعات مرموقة مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.

وأثارت هذه الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية الأميركية، حيث اعتبرها البعض تجاوزات تشمل “معاداة السامية”، بينما حذّر آخرون من انتهاك الحريات مع لجوء بعض الجامعات لفضّ الاعتصامات بالقوة واعتقال مئات الطلاب.

وقد بدأ طلبة مؤيدون للقضية الفلسطينية اعتصاماً تضامنياً مفتوحاً مع سكان غزة، في حرم جامعة جورج واشنطن وهو الأول من نوعه في قلب العاصمة الأميركية.

وأظهرت مقاطع مصورة مجموعة خيام شيدت وسط حرم الجامعة، وشعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني ومطالبة بإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في غزة.

كما أعلن المعتصمون تضامنهم مع زملائهم الذين اعتقلتهم الشرطة في جامعات كولومبيا وتكساس وجنوب كاليفورنيا.

احتجاجات بريطانية

بالتوازي مع توسع الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة، بدأ طلاب في جامعات نيوكاسل وبريستول ووارويك وليدز وشيفيلد وشيفيلد هالام، تنظيم فعاليات شملت وقفات ونصب خيام داخل وحول المباني الجامعية.

وعبّر طلاب وموظفون في هذه الجامعات عن دعمهم لنظرائهم المحتجين بدول أخرى عبر التجمع في مناطق مفتوحة ونصب خيام داخل جامعاتهم، مطالبين إداراتها بإنهاء التعاون مع الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع لوقفة نظمها طلاب جامعة كامبريدج البريطانية لمطالبة إدارة المؤسسة الجامعية بسحب استثماراتها ووقف تعاونها مع إسرائيل.

وفي جامعة نيوكاسل، تم تنظيم تجمعات احتجاج مسائية، بينما تظاهر الطلاب في جامعة بريستول للاحتجاج على الإدارة التي اتهموها بـ”التواطؤ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين”.

وفي لندن، تظاهر العشرات من الطلاب والعاملين بجامعة كينغز كوليدج مطالبين جامعتهم بقطع علاقاتها مع شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية ومؤسساتها البحثية.

كما طالب المتظاهرون الإدارة بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتقديم مساعدات للمؤسسات الصحية التي دمرتها إسرائيل بالقطاع المحاصر.

احتجاجات فرنسية

أغلق طلاب عدد من الجامعات الفرنسية جامعاتهم أو احتلوها في أعقاب مسيرات الجامعات الأميركية احتجاجاً على الحرب في غزة.

ونظم طلاب جامعة العلوم السياسية في باريس، ومعهد الصحافة في ليل، وقفة احتجاجية للتنديد بالإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.

ووقف العشرات منهم على شرفات النوافذ يهتفون بشعارات داعمة لفلسطين، ويضعون كوفيات على الرأس أو حول الرقبة.

وفي شارع سان غيوم المقابل لمقر جامعة العلوم، ألصِقوا أعلام فلسطين على الأسوار، وتجمّع العشرات منهم لدعم زملائهم المعترضين مرددين هتافات مناهضة لحرب إسرائيل على غزة.

وأعرب عدد من نواب حزب فرنسا الأبية، عن دعمهم للحركة الطلابية، منهم النائب أنطوان ليومون الذي اعتبر نشاط الطلبة “رسالة يقدمها طلاب هذه الجامعة ستصل إلى العالم للتأكيد على عدم غضّ الطرف عن الإبادة الجماعية في غزة”.

واستنكرت زميلته في الحزب سارة لوغران الضغط الذي تتعرض له الأصوات الداعمة للشعب الفلسطيني، وقالت “نشهد في هذه الفترة حظراً واضحاً على كل الأشخاص الذين يتجرؤون على التنديد بالمذبحة في غزة، وكل من يطالب بالسلام ووقف إطلاق النار لوضع حد لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة”.

يذكر أن مختصين في الشؤون الأميركية يعتبرون الحراك الطلابي مؤشراً على تغيير مهم في موقف الشباب تجاه إسرائيل، خاصة أنه يتم في القاعدة الأساسية للحزب الديمقراطي الذي ينظر إليه على أنه الحزب الداعم لفلسطين مقابل الحزب الجمهوري واليمين المتطرف الداعم لإسرائيل.

ويشبّه بعضهم احتجاجات الشباب الحالية باحتجاجات عام 1968، خلال حرب فيتنام، رغم اختلاف الظروف في الحالتين، إذ كانت الولايات المتحدة تخوض الحرب آنذاك، في حين تخوض إسرائيل الحرب ضد غزة، وتحصل على مساعدات أميركية كبيرة دون أن ترغم على تقديم أي تنازلات.