لكل السوريين

محافظة درعا.. صراع مستمر في ريفها الغربي واشتباكات في مناطق أخرى

يزداد المشهد في الريف الغربي من محافظة درعا تعقيداً يوماً بعد يوم، ويتصدره التنافس بين الفصائل المحلية الخاضعة للتسوية وتعمل ضمن تشكيلات اللجان المركزية، وبين الفصائل التي لم تنضم إليها.

وتطوّر التنافس إلى صراع بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية، حيث هاجمت قوات من اللجان المركزية واللواء الثامن مجموعة مسلحة في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، وقتلت متزعمها بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أربعة آخرين من أفراد المجموعة، واثنين من اللجان ومواطن مدني، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.

وتتهم مصادر من العاملين ضمن الفصائل المحلية في المنطقة، اللجان المركزية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وتنفيذ أجنداتها من خلال عمليات الاغتيال في مدن وبلدات المنطقة الغربية التي تسيطر فيها اللجان المركزية.

كما تتهم بعض أعضاء اللجان بالسعي من خلال الاغتيالات إلى التخلص من بقايا الجهات التي تعارض التسويات، وتنفيذ عمليات اغتيال لمتهمين بتجارة المخدرات ومعظمهم من المتعاطين، بينما لا تقوم باغتيال كبار تجار المخدرات، فيما تقول المركزية إن هذا التنسيق يتم لمصلحة المنطقة، ويجنبها اقتحامات الجيش والأجهزة الأمنية، وتنفيذ المداهمات العشوائية للمنازل، ويحمي الشباب من غير الراغبين بالالتحاق بالخدمة العسكرية.

اشتباكات وإصابات

وقعت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة داعل في الريف الأوسط من المحافظة، بين مجموعة محلية من أبناء المدينة، ومسلحين من أبناء عشائر البدو يسكنون في خيام على أطراف المدينة،

وبدأت الاشتباكات بعد اعتراض المجموعة لاثنين من أبناء العشائر، وضربهم وتجريدهم من سلاحهم، ومداهمة خيامهم وطردهم من المنطقة.

كما اندلعت اشتباكات في مدينة نوى في الريف الغربي من المحافظة، بسبب اعتقال الأجهزة الأمنية لقيادي محلي وهو في طريقه إلى العاصمة دمشق لعلاج زوجته.

وكان القيادي المستهدف قائد إحدى الفصائل المحلية التي خضعت لاتفاقية التسوية والمصالحة منتصف العام 2018، وقد تعرّض لأكثر من محاولة اغتيال في أوقات سابقة وكان ينجو منها.

وأصبب شاب من بلدة المسيفرة في ريف المحافظة الشرقي جراء إطلاق نار عشوائي وقع بعد انفجار دراجة نارية بالقرب من إحدى المزارع التي يعمل بها على الطريق الزراعي الواصل بين بلدتي صيدا والمسيفرة، وتم نقله إلى مشفى مدينة بصرى الشام شرقي درعا للعلاج.

يذكر أن المنطقة الغربية من محافظة درعا أكثر المناطق سخونة، وأعلى المناطق بعدد القتلى، وقد بلغ عدد القتلى فيها خلال العام 2023 ما يزيد على 147 قتيلاً، وفق توثيق شبكة درعا 24 المحلية لانتهاكات العام الماضي الذي تم فيه توثيق مقتل 439 شخصاً في المحافظة.