لكل السوريين

واشنطن تطالب دمشق باستبعاد المقاتلين الأجانب وتعزيز الشفافية

شددت الولايات المتحدة الأميركية على ضرورة استبعاد المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أي مناصب رسمية ضمن مؤسسات سلطة دمشق، محذرة من محاولات استغلال الأراضي السورية من قبل قوى إقليمية مثل إيران ووكلائها.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، دوروثي شيا، في بيان نشرته على منصة “إكس”، إن “الشعب السوري يستحق قيادة شفافة وخاضعة للمساءلة”، مؤكدة أن السلطة الجديدة في سوريا مطالبة بالالتزام الكامل بمستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً بعد أكثر من نصف قرن من الحكم المدمر في ظل نظام الأسد.

وأشارت شيا إلى أن واشنطن تراقب عن كثب تصرفات سلطة دمشق، مؤكدة تحميل السلطة مسؤولية الخطوات المقبلة. كما دعت الإدارة إلى نبذ الإرهاب، وقمعه تماماً، واعتماد سياسة عدم الاعتداء على دول الجوار.

وطالبت السفيرة الأميركية، كذلك، بتدمير أسلحة الدمار الشامل، والمساهمة في استعادة المواطنين الأميركيين المفقودين في سوريا، وضمان أمن وحريات جميع السوريين.

وكانت قد سلّمت الولايات المتحدة سلطة دمشق ورقة مطالب رسمية تتضمن ثمانية بنود رئيسية، تركز على قضايا أمنية وسياسية حساسة، أبرزها إبعاد المقاتلين الأجانب، التعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والحد من النفوذ الإيراني في سوريا.

وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، شملت المطالب أيضاً وقف النشاط الأمني والسياسي والعسكري للفصائل الفلسطينية على الأراضي السورية، ومنع استخدام البلاد كمنصة لنقل السلاح والأموال إلى “حزب الله” اللبناني، في إطار سعي واشنطن لتقويض شبكات النفوذ الإيرانية في المنطقة.

كما دعت الولايات المتحدة دمشق إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والسماح بتفتيش وتفكيك مخازن الأسلحة، في ضوء تقارير حديثة تشير إلى وجود أكثر من 100 موقع يُشتبه باحتوائها على مواد سامة كالسارين والكلور والخردل.

وتضمنت المطالب بنداً يتعلق بتخصيص جهة رسمية سورية للتواصل بشأن ملف المفقودين الأمريكيين في سوريا، والبالغ عددهم 12 شخصاً، من بينهم الصحافي أوستن تايس. كما طالبت واشنطن بضمان تمثيل الأقليات في سلطة دمشق، دون تحديد مجموعات بعينها.

ولم تتضمن الوثيقة الأمريكية أي إشارة إلى قضايا متعلقة بإسرائيل أو روسيا أو الوضع في غزة، ما اعتبره مراقبون تركيزاً واضحاً على أولويات الأمن القومي الأمريكي، لا سيما مكافحة الإرهاب وكبح النفوذ الإيراني، دون الانخراط في ملفات إقليمية أوسع