لكل السوريين

من ذاكـــرة التاريخ ملاحم وأساطير

الأسطورة قصة أو مجموعة من القصص التي تعود إلى زمن قديم، وهي قصص خيالية غالباً ولا تشير إلى زمن محدد، وتتعلق بأحداث أو أشخاص أو أماكن معينة، وتفسر ظواهر طبيعية بطريقة مختلفة عن الواقع.

وتتناول موضوعات كبرى مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، وتنتقل من جيل إلى آخر من خلال الشعر أو الروايات الشفهية أو المدوّنة، وتهدف إلى تقديم عبرة ما أو ترسيخ قيمة دينية أو اجتماعية محددة.

والملحمة قصيدة قصصية طويلة مليئة بأحداث تدور غالباً حول بطولات فائقة لأشخاص غير عاديين في الحرب أو السفر، وتتناول حكايات نشأة شعب ما منذ بداية تاريخه، وتحرك جماعات وبنائها للأمة والمجتمع، ووقائع ذات أهمية ودلالة لأمة من الأمم، وغالباً ما تركز على موضوع الشجاعة والشرف والنضال ضد الشدائد.

والفرق بينهما هو أن أبطال الأسطورة من الآلهة أو أنصاف الآلهة، بيمنا أبطال الملحمة من البشر الذين يحظون بأهمية تاريخية أو أسطورية.

أسطورة الشمس والقمر

تقول الأسطورة اليابانية بعد أن خرج “إيزاناغي” من العالم السفلي “يومي”، توجّه إلى الينابيع الحارة وأقام حفل تطهير ليطهّر نفسه.

وبينما هو يغسل وجهه خلقت من عينه فتاة مشعة جميلة، وهي إلاهة الشمس “أماتيراسو”، ومن العين الأخرى خلق ولد يعكس ضوء أخته الشمس، وهو إلاه القمر “تسكويومي”.

وتزوج إلاه القمر بشقيقته إلاهة الشمس وحكما الكون معاً، وكان تسوكويومي يفتقر إلى التوهج الطبيعي الذي تتميز به أماتيراسو، فيستمد الوهج منها، وكانا لا يفترقان أبداً.

وفي يوم وصلت إليهما دعوة من إلاهة الطعام “أوكوموتشي” لحضور وليمة أعدّتها خصيصاً لهما، ولم تتمكن أماتيراسو من الحضور فنزل تسكويومي لحضور الوليمة.

وعندما وصل وشاهد تحضير أوكوموتشي للوليمة وأساليبها التي أثارت اشمئزازه بشكل كبير، حيث كانت تتقيأ الأسماك والأرز والطرائد واللحوم وتقدمها على شكل وليمة، وغضب غضباً شديداً دفعه إلى فقدان أعصابه فقام بقتلها على الفور.

وعندما علمت أماتيراسو بذلك غضبت وشعرت بالرعب من طبيعة زوجها القاتلة، فانفصلت عنه إلى الأبد، وكونا الليل والنهار.

ومنذ ذلك الوقت يستمر تسوكويومي في الركض وراء أماتيراسو للحاق بها ولكن دون جدوى، فهو لن يصل إليها ابداً.