لكل السوريين

مبادرات أهلية وإنسانية لمساعدة مرضى العضال في جبلة وريفها

اللاذقية/ سلاف العلي

نشرت مجموعات محلية في برامج التواصل الاجتماعي بمحافظة اللاذقية وتحديدا في جبلة وريفها، مبادرات أهلية لمساعدة المرضى في الحصول على الدواء بعد رفع أسعارها بشكل كبير من قبل الحكومة السورية، يأتي ذلك في وقت تشهد جميع محافظات سورية أوضاعا اقتصادية متدهورة، في ظل تدني أجور العمالة وتدني رواتب الموظفين الحكوميين وانتشار البطالة، ونزول معظم العائلات تحت خط الفقر، وعجز الحكومة السورية عن تقديم الخدمات ومقومات الحياة الأساسية.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حزيران الماضي، أن نحو 90% من السوريين يعيشون اليوم تحت خط الفقر، وأكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

الشيخ الوقور أبو جبران وهو من قرية عين الحية بريف جبلة، أخبرنا: هنالك دعوات من عدد كبير من أهالي المحافظة، دعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأمين الدواء للمرضى المحتاجين في محافظة اللاذقية وريفها، عبر عدة مبادرات، منها مشاركة الدواء مع مرضى آخرين يتناولون الدواء ذاته في حال تم الشفاء منه، كما دعا نشطاء في ريف جبلة، الأغنياء ورجال الاعمال واصحاب رؤوس الأموال إلى دفع مبالغ مالية مقدمة لصيدليات تتمتع بسمعة حسنة على أن تقدم دواء مجاني للمرضى الذين لا يملكون ثمنه.

وأضافت السيدة نهلا وهي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وهي من سكان ريف جبلة وقالت: إن العديد من المرضى يشترون الدواء ويستخدمون نصفه أو أقل حتى يتماثلون للشفاء، ليبقى النصف الآخر حتى تنتهي صلاحيته، لذلك أتوجه بالدعوة إليهم وادعوهم لإعطاء بقايا الادوية المستعملة الى مريض آخر غير قادر على شرائه.

والسيدة سمر وهي مهندسة معمارية من قرية البودي بريف جبلة، وهو ناشطة اجتماعية معروفة بالمحافظة، بينت لنا: انه وفي السياق ذاته، انتشرت في جبلة وريفها وفي اللاذقية وريفها، دعوات من مجموعات اجتماعية واهلية، على مواقع التواصل الاجتماعي منها الفاسبوك، وكان هدفها جمع التبرعات للمرضى الذين يحتاجون لعمليات جراحية ولا يملكون تكلفتها، وغالبا ما تكون أجورها عالية جدا في ظل ارتفاع تكاليف الطبابة في المحافظة.

والدكتورة بسيمة وهي طبيبة نسائية قالت: تزداد معاناة المرضى مع القرارات الحكومية التي تطل بها بين الحين والآخر، والذي كان آخرها الأسبوع الفائت، حيث رفعت أسعار الدواء بنسبة تتراوح بين 70 إلى 100% على معظم أصناف الأدوية، حيث ان رفع أسعار الدواء من أجل ضمان توفرها للمواطنين باعتبارها حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وبحال عدم توفرها ستستجر من مصادر مجهولة، وأشارت إلى أن ارتفاع سعر الدواء هو جزء من الاستجابة لمطالب معامل الدواء، وشملت كل الأنواع، وذلك نظرا لارتفاع تكاليف صناعة الأدوية على المعامل، وارتفاع سعر الصرف.

واكد الدكتور سليمان وهو طبيب اختصاص جراحة عظمية وأخبرنا: ومن وجهة نظر الحكومة السورية، فإن رفع بعض أنواع الزمر بأكثر من 70% لم يساهم بغلائها لأن سعرها الأصلي بالأساس كان منخفضا، الأمر الذي أثار جدلا وسخرية بين المواطنين الذين لا تزيد أجور الشهرية عن 20 دولارا، إن رفع أسعار الدواء هو قرار كارثي، ومن المتوقع ان ينعكس سلبا على الواقع الصحي الذي كان في الأساس متدهورا إلى ما دون الصفر.

السيدة مريم وهي ناشطة اجتماعية معروفة: أوضحت أن المصابين بالأمراض المزمنة والذين يتناولون الدواء بشكل يومي هم المتضررون الأكبر من الارتفاع، حيث سيدفعون اضعاف ما كانوا يدفعونه سابقا، مبدية تخوفها أن بعضهم سيكون غير قادر على شراء علاجه.