لكل السوريين

يعاني سوريون وسط البلاد من أزمات نفسية.. ما السبب؟

حمص/ بسام الحمد

لا يكترث السوريون عادة بالأمراض النفسية التي قد يعاني منها أي فرد منهم مثل الاكتئاب واضطراب القلق أو اضطرابات الأكل أو اضطرابات ما بعد الصدمة وغيرها، في حين قد تعد زيارة طبيب نفسي نوعا من “العيب” أو “السُبة” فيما بينهم، هذا إن اقتنع المريض بضرورة زيارة الطبيب والأهم إن كان يملك أجرته أيضاً.

لكن في منطقة مثل حمص عانى أهالي الكثير من الويلات من حرب وقصف ودمار وفقدان بالإضافة لقلة المادة وضيق الأحوال المعيشية، كل تلك تسبب أزمات نفسية متفاقمة من الضغط والإجهاد والتفكير المضني في تأمين ثمن الخبز لأولادهم، في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي يعيشونها وفصول الحرب التي لم تنته حتى الآن.

وبعد 12 عاماً من الحرب والأزمات المتعددة، يواجه المجتمع تدهوراً بما يخص الحالة النفسية لكثير من الناس ما دفع العشرات والمئات للإقدام على الانتحار، وارتفاع معدلات الجرائم من قتل وسرقة بمختلف الفئات العمرية، وسط قلة الحلول الحكومية.

ويواجه من يصاب بمرض نفسي في سوريا عامة، نظرة سلبية من المجتمع وتفسيرات غير مفهومة مبنية على تصورات ثقافية قديمة وأفكار مسبقة مثل الجنون والسحر والحسد والإصابة بالعين دون التفكير بإمكانية التوصل إلى حل ينتهي بشفائهم مما يعانون منه إن عرضوا حالتهم على طبيب نفسي.

لكن دراسات تقول إن نحو 4 بالمئة من سكان سوريا يعانون من أمراض نفسية شديدة، وبنسبة مشابهة على الأقل يعانون من اضطرابات نفسية متوسطة الشدة، و90 بالمئة من الشعب من حالات اضطراب لا تخضع للمراقبة، وفق تقرير مجلة الصليب الأحمر الدولية لعام 2019.

بين العيب وضعف الأجوال المادية يبقي العديد من أهالي حمص يعيشون في أزماتهم التي عادة ما تنعكس سلباً على حياتهم الاجتماعية، لكن في الحقيقة مثل تلك الأمراض ليست بغريبة عن السوريين الذين عانوا وعايشوا أهوال الحرب ومفرزاتها.

ويعتقد أطباء، أن السبب الأساسي وراء تدهور الوضع النفسي للأهالي في السنوات الأخيرة، هو الضغط الاقتصادي وأزمات المعيشة وعدم القدرة على تأمين أبسط الاحتياجات، أزمة كورونا، قطع الكهرباء بشكل دائم، الشعور بالدونية للبقاء في البلد مقابل سفر الآخرين ونشرهم للصور والأطعمة وغير ذلك.

إلا أن الغالبية لا يريدون الاقتناع بأنهم قد يعانوا من أمراض نفسية، وإن اقتنعوا لا يملكون أجرة الطبيب ولا ثمن الدواء، فأدوية الاكتئاب عموماً مرتفعة الثمن ولا تباع إلا بوصفة مراقبة بشكل كبير.