لكل السوريين

مواطنون من إدلب يحذرون من مجاعة محتملة، ويعزون السبب لـ “البطالة” المتفشية

أدت المعارك التي تشهدها مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، إلى تفشي ظاهرة البطالة، ولا سيما بين الفئات الشابة، حيث أن أغلب هؤلاء لا يمتلك عملا يستطيع أن يوفر من خلاله مصدر دخل يتمكن عبره من تأمين مستقبل بات مجهولا.

وبحسب إحصائية قام بها مراسلنا إدلب، فإن نسبة البطالة فاقت الـ 85%، وازدادت مؤخرا ولا سيما بعد العملية العسكرية التي شنتها قوات النظام المسنودة بالطائرات الروسية، والتي انتهت في المرحلة الحالية عقب اتفاق بين الضامنين الروسي والتركي.

ومن أبرز العوامل التي أدت إلى انتشار البطالة، الحصار الخانق المفروض على الفئة الشابة، حيث أن تركيا أغلقت حدودها وأمرت الجندرمة بقتل أي شخص يحاول الدخول خلسة إلى الداخل التركي، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار التي صعب من دفع الشباب إلى العمل في المحال، ناهيك عن سيطرة قوات النظام على مناطق شاسعة عقب الهجوم الأخير.

كما وأن هجرة العديد من المستثمرين ورؤوس الأموال خارج سوريا أدت إلى توقف المشاريع التي كانت توفر فرص عمل للبعض من الشباب، ما أدى إلى عزوف العديد من الشباب عن العمل واعتمادهم على السلل الغذائية التي كانت تقدم من المنظمات التي أوقفت مشاريعها في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا.

وزارت كاميرا صحيفتنا أحد المخيمات القريبة من الحدود التركية السورية، والتقى ببعض الشباب الذين يقطنون فيه، ولا يملكون أي مصدر دخل قد يجعلهم يفكرون بمستقبل بات في السراب.

أحمد المصطفى، خريج قسم التاريخ في جامعة حمص، قال “منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أبحث عن فرصة عمل في أكثر من مجمع تربوي، ولم أحظى إلى الآن بأي فرصة، حاولت العمل في المنظمات، ولكن المحسوبيات والواسطة حالت دون ذلك، واضطررت للعمل بالعتالة في أسواق الهال في نواحي ريف إدلب، ومع ذلك فأنا في غالب الأحيان لا أستطيع تأمين قوت عائلتي”.

حسين أ ع رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال “كنت موظفاً بمعمل الغزل سابقاً، ولكن بسبب الأحداث الأخيرة تم فصلي لعدم ذهابي لمدينة حماة لأستأنف عملي وخوفي من اقتيادي للاحتياط، وتمنعت عن الذهاب وكانت السبب في فصلي والآن لا عمل لدي”.

ومع استمرار حركات النزوح، فإن المخيمات باتت تكتظ بالنازحين، وارتفعت الأسعار في عموم سوريا مما ينذر بكارثة إنسانية قد تنتهي بمجاعة في قادم الأيام.

تقرير/ عباس ادلبي