لكل السوريين

طلبات استقالة موظفي اللاذقية ترفض بشكل قطعي

ترتفع الأسعار بشكل متصاعد دائما وعادة تترافق مع ارتفاع اسعار المحروقات التي أدت بدورها إلى ارتفاع أجور النقل، إضافة الى تدني الرواتب وخاصة بعد الزيادة الأخيرة التي توافقت مع موجة غلاء فظيعة، ليس الموظفون من سكان الأرياف وحدهم من يعانون ارتفاع أجور المواصلات قياسا بالرواتب المتدنية، فسكان اللاذقية لهم حصتهم من الوجع ذاته، إضافة الى ذلك المزيد من الفساد والمزيد من قبوله، وبات تبرير السرقة بالفقر وتدني الرواتب شائعا، لدرجة يوشك أن يصبح الفساد شرعيا بالمطلق.

وفي سياق رديف أعلن في تقرير لنقابة العمال باللاذقية، عن إن أعداد طلبات الاستقالة ازدادت مع تفاقم حدة الأزمات المعيشية، وكشف التقرير أنه تم تسجيل 516 طلب استقالة في المحافظة، بينها 230 طلبا من عمال شركات الغزل، و149 عاملا في مؤسسة الريجة، إضافة إلى 31 عاملا من الصحة، و58 من الزراعة، و48 طلبا متفرقا من بقية القطاعات خلال النصف الأول من العام الحالي.

السيد رشاد قال: لقد فشلت كل محاولاتي بالحصول على موافقة لطلب الاستقالة الذي تقدمت به إلى مكان عملي في مديرية مالية اللاذقية، حيث تأتي كل طلبات الاستقالة بالرفض، فانا خريج كلية الاقتصاد، واعمل براتب لا يتجاوز 112 ألف ليرة سورية شهريا (10 دولارات أمريكية)، واحتاج إلى أكثر من 70% منها لأجور المواصلات لأنني من سكان الريف البعيد، وادفع نحو ثلاثة آلاف ليرة يوميا في رحلة الذهاب والإياب، وبموافقة مدير القسم الذي اعمل فيه، اصل الى الدوام صباحا واستمر في وظيفتي حتى التاسعة والنصف، ثم اذهب بعدها إلى المطعم الذي اعمل فيه محاسبا بدوام صباحي، وراتب يصل إلى نحو 800 ألف ليرة، لكن سأشير الى قصة حقيقية تحدث معي وهي ان رئيس القسم يأخذ نصف راتبي كي يغطي عني، طبعا أعذره فكلنا بدنا نعيش والراتب ما بيكفي شي.

السيدة جانيت وهي والدة طفلين وموظفة في الجامعة قالت لنا:

لم أستطع الاستقالة من وظيفتي كإدارية في جامعة تشرين، ولا حتى الحصول على إجازة دون أجر، لأن الأمر بات يحتاج إلى واسطة كبيرة في دمشق، وأن قريتها لا تبعد عن اللاذقية 12 كيلومترا، إلا أنها تحتاج يوميا إلى ألفي ليرة سورية أجور مواصلات، ما يكلفها نحو ثلثي راتبها الشهري البالغ 100 ألف ليرة، لكن المشكلة لدى السيدة جانيت ليست فقط في المواصلات، فهي لديها طفلان صغيران لا تستطيع وضعهما في روضة أطفال، لأن قسطها السنوي يفوق 800 ألف ليرة لكل واحد منهما، أي أنها تحتاج إلى ضعفي راتبها لوضع طفليها في روضة، وضعف آخر لتدفع أجور المواصلات، وانها بالويل اتفقت مع المدير على أن تأتي للعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، حيث تضع طفليها لدى والدة زوجها، أو تحضرهما معها إلى العمل في حال لم تكن جدتهما متفرغة، وتتكبد النساء مشقة كبيرة بسبب تدني الرواتب، فمسؤولية الأطفال تعود لهن وفق عادات المجتمع.

 

 

السيد حبيب لا يداوم في مكان عمله لأكثر من ساعة، لأنه يعمل في تعقيب المعاملات، وهو العمل الذي يساعده على إطعام عائلته، مضيفا: لا يسمحون لنا بالاستقالة، لكنهم لن يمنعونا من إيجاد البديل لإطعام أطفالنا، هم لم يجوعوا بعد ليشعروا بنا، انا اسكن في حي المنتزه الشعبي داخل اللاذقية إلى تبديل باصي نقل داخلي في طريق ذهابي إلى دوامي الحكومي في إحدى صالات السورية للتجارة، ومثلها في طريق العودة، ويبلغ ثمن تذكرة رحلة الركوب الواحد 600ليرة، ما يضطرني لدفع 1800ليرة يوميا، بينما لا يتجاوز راتبي 140 ألف ليرة بعد الزيادة الاخيرة، إذ يقتطع منه قسط قرض بقيمة 20 ألف ليرة، ومن المتوقع ان ترتفع إلى 2500ليرة، لأن سائق باص النقل الداخلي غالبا ما يخبرني أنه لا يملك فراطة، ولا يرجع ال 500 اما قطع الفراطة لا ترجع مثل ال 100 او 200 ليرة، وهي طريقة للسرقة، فهو أيضا موظف مثلي وراتبه لا يكفي.

ولا يتجاوز متوسط الرواتب الحكومية في سوريا 100 ألف ليرة قبل الزيادة الاخيرة.