لكل السوريين

ارتفاع أسعار اللحوم وسط سوريا ولحم الجمل حلاً بديلاً لأهالي

تقرير/ جمانة الخالد

تشهد أسواق اللحوم إقبال طفيف هذه الأيام في أسواق حماة وحمص وسط سوريا، لكن ليس من قِبل المواطنين السوريين في الداخل، بل بسبب وجود حركة سياحية أدت إلى انتعاش نسبي في أسواق اللحوم، وهذه واحدة من أغرب الحالات التي تمرّ بها الأسواق في هذا البلد المتعب على جميع الأصعدة.

بالنظر إلى قلة الطلب على اللحوم نتيجة الظروف المعيشية الصعبة، تشهد الأسواق إقبالا واسعا هذه الأيام على نوع جديد من اللحوم وهو لحم الإبل “الجمل” ليكون بديلا عن اللحوم الحمراء التي تشهد ارتفاعات غير مسبوقة، حيث وصل فيليه العجل لنحو 240 ألف ليرة سورية.

سجلت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا ملحوظا في أسواق حمص وحماة حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم الحي إلى 46 ألف ليرة، في وقت بلغ كيلو لحم العجل 36 ألف ليرة.

حيث أن الأسعار ارتفعت بنحو 20 بالمئة خلال شهر، وتعود الأسباب إلى ندرة المادة أولا بعد العيد، كما أن الموسم السياحي خلال العيد وحتى الآن أدى إلى زيادة الطلب على اللحوم الحمراء من قِبل المطاعم.

كما أن المطاعم تتحمل النسبة الأكبر من كميات الاستهلاك اليومي مقابل تراجع استهلاك الأُسر نتيجة ارتفاع الأسعار. أي أن السّياح من المغتربين والأجانب هم السبب في تنشيط سوق اللحوم في هذه الفترة. وقد ارتفع نسبة الذبائح بنحو 20 بالمئة أيضا.

والخاروف المذبوح الكامل يُباع بالجملة بـ 85 ألف ليرة سورية، واللية التي انخفض سعرها أثّر على سعر اللحوم بينما ارتفع سعر الجلد، وهذا أدى إلى توازن بينهما وحقق استقرارا في سعر اللحم حيث بلغ سعر اللحمة الهبرة بين 150- 160 ألفا ، وقد بيع قبل العيد بنحو 140 ألفا، والشرحات بنفس سعر الهبرة، وسعر هبرة العجل بين 95 – 100 ألف ليرة، بينما بيعت قبل عيد الأضحى بـ 80 ألف ليرة، كما وصل سعر فيليه العجل بين 220 – 240 ألف ليرة.

كما وصل سعر الكيلوغرام بعظمه من لحمة الفخذ 90 ألفا وللكتف والرقبة والمتلة 75 ألفا بينما بلغ سعر الكيلوغرام من الإلية 55 ألفا، وسعر سودة الخروف وصل 60 ألفا والرأس 40 ألفا واللسانات عند 25 ألفا والنخاعات 10 آلاف ليرة.

مما لا شك فيه أن هذه الأرقام المذكورة تفوق قدرة السواد الأعظم من السوريين في الداخل، وهم من الطبقة الفقيرة التي تشكل أكثر من 90 بالمئة من المواطنين اليوم، بالنظر إلى تدني الرواتب والأجور التي لا يتجاوز معدّل متوسطها 165 ألف ليرة سورية، أي نحو 12 دولارا، وهذه الرواتب لا تكفي لأيام معدودة، وبشرط أن يكتفي المواطن بشراء المستلزمات الضرورية فقط، وعدم شراء اللحوم وكافة احتياجات الخضار والفواكه.

على إثر غلاء اللحوم تلجأ الأُسر السورية إلى بدائل تغنيهم عن شراء اللحوم الحمراء التي باتت خارج حسابات نسبة واسعة منهم، فبعد اللجوء إلى “الفطر” ولحوم الأرانب كبديل للحوم، اتجهت العائلات إلى لحم الجمل، إلا أن مصدره ما يزال مجهولا، إذ لا توجد جهة حكومية تشرف على عمليات إنتاج لحم الإبل وبيعها في الأسواق، إضافة إلى أن أبرز أسباب ارتفاع الإقبال عليها، هو أن أسعارها رخيصة مقارنة بأنواع اللحوم الأخرى، الأمر الذي يطرح التساؤلات عن مصدر هذه اللحوم وسبب الانخفاض في أسعارها.

غياب الدور الحكومي في عملية إنتاج وبيع لحم الجِمال، ربما تكون سببا في انخفاض أسعارها، الأمر الذي يثير التساؤلات حول الدور الحكومي السلبي في عملية تسعير المواد الغذائية، خاصة وأن العديد من القرارات الحكومية السابقة ساهمت بشكل واضح بارتفاع أسعار لحم الدجاج، فضلا عن الفوضى وتراشق الاتهامات مع التجار.

بحسب تقارير محلية سابقة فإن المواطنين باتوا يبحثون عن بدائل تُغنيهم عن شراء اللحوم، وأصبح المنتج الجديد “كفتة بديل اللحمة” الذي اكتسح الأسواق خلال الفترة الماضية، وهو منتج نباتي مصنوع من دقيق بروتين الصويا، أحد هذه البدائل.

ما يعمّق فجوة الوضع المعيشي في سوريا ويبعث بمدى عجز الحكومة في تأطير أو حلحلة الأوضاع الاقتصادية قليلا، هو أن المواطن بات يبحث عن حلول غذائية بديلة علّها تخفف همّه الاقتصادي ونفقاته المعيشية فالإعلانات والمنتجات الغذائية البديلة انتشرت.