لكل السوريين

جرائم الخطف والقتل تنشط من جديد في محافظة السويداء

السويداء/ رشا جميل

فترة وجيزة آمنة لم تدوم لأهالي محافظة السويداء، بعد الحركة الأهلية التي لاحقت عصابات القتل والخطف ووقفت حائلا بينها وبين مفتعليها، عادت إلى المشهد لتهز أمن وأمان المحافظة من جديد.

في ظروف غامضة، استيقظت محافظة السويداء الاسبوع المنصرم على صدى جريمة قتل مروعة، حيث تم العثور على جثة لامرأة أربعينية مجهولة الهوية في محيط مدافن كناكر غرب مدينة السويداء. بعد الاجراءات الامنية، وبحسب تقرير الطب الشرعي، تبين أن الضحية تعرضت للخنق ثم الحرق، وقد مضى يومين على وفاتها.

فيما تبين أنها من مواطني محافظة حلب وتم استدراجها من قبل صديق لها إلى محافظة السويداء وقتلها وفقا لإحدى المصادر. هذا وقد جاءت هذه الجريمة بعد مرور أربع وعشرين ساعة على جريمة قتل الشاب زيد عبدي عامر الذي ينحدر من قرية تعلا في ريف محافظة السويداء، بطلق ناري في ظروف غير معروفة، حيث تم العثور على جثمانه بالقرب من دوار الجرة في مدينة السويداء.

وفي ظل غياب الرادع، وبعد مرور عدة أيام، تم العثور على جثمان الشاب أسامة حمد المتني، الذي اختفى بعد خروجه من شقته الكائنة في الرحى، على طريق الحج الذي يربط بلدة عريقة بمدينة السويداء. وعلى الرغم من الادعاءات القائلة بانتحاره، إلا أن الأدلة أشارت إلى أن المغدور الذي لا يتجاوز 27 عاما، قد تعرض لطلق ناري على يد شاب من آل غرز الدين أودى بحياته، والذي قامت عائلته فيما بعد بتسليمه للجهات الأمنية المختصة.

“فوق الحمل الثقالة”

وبعد تتابع جرائم القتل، مقابل تراجع جرائم الاستدراج والخطف الأيام القليلة الماضية، عادت عصابات الخطف، متجاهلة الحركة الأهلية وانتفاضتها، لتطفو على المشهد القاتم من جديد. حيث أفادت بعض المصادر أنه تم اختطاف الشاب أحمد هيثم بدوي، بعد أن توجه في سيارته “الأجرة” إلى محافظة السويداء في “طلب”، مقابل فدية مالية تفوق قدره عائلته على تأمينها. وأفاد المصدر نفسه أن الشاب من أهالي محافظة حلب ويقيم حاليا مع عائلته في ريف دمشق، وأنه قد تم الابلاغ عن الحادثة للجهات المختصة. وكان أن قامت عائلة المخطوف بمناشدة وجهاء المحافظة من “مشيخة العقل” وكبارها، لإعادة ابنهم سالما.

في المقابل، تمكن المدعو “فراس عبد العزيز عيسى”، من مواطني سهل الغاب في محافظة حماه، وهو موظف في وزارة الدفاع، من الافلات من خاطفيه والاستجارة بإحدى بيوت بلدة عريقة. أفاد المواطن “عيسى” أنه تم اختطافه عند مدخل مدينة شهبا، ليتم نقله بعد ذلك إلى منزل مجهول، وأشار “عيسى” إلى وجود شخص أخر مختطف في نفس المنزل، دون التوصل إلى أي معلومات أخرى تفيد الوصول إلى هوية الخاطفين أو الاستدلال إلى مكانهم.

لتقوم الحركة دون التوصل إلى أي معلومات أخرى تفيد الوصول إلى هوية الخاطفين أو الاستدلال إلى مكانهم. لتقوم الحركة الأهلية فيما بعد بتسليمه لشرطة مدينة السويداء وفتح تحقيق في الحادثة.

مثل هذا المشهد، وفي ظل التحفظات عليه، يوثق حالة جديدة ومضاعفة من الفوضى وعدم الاستقرار والارتباك، والذي من شأنه أن يجلب معه العديد من المشكلات الاجتماعية الأخرى كالسرقة، وانحلال القيم والمقاييس الأخلاقية والسلوكية.

والمشكلة الحقيقية لا تكمن بالحدث بحد ذاته وحسب، بل بردود فعل الرأي العام، وأن هذه الجرائم لا تشكل حالات فردية وإنما تستمر لتطال شرائح وأطياف مختلفة، وطريقة انتقالها من حيز الخاص إلى حيز العام ينذر بأمر خطير على صورة المشهد وتابعاته على أهالي المحافظة بشكل خاص، و تأثير هذا المشهد ومنعكساته على الرأي العام بكافة فئاته وأطيافه بشكل عام.