لكل السوريين

أهالي المناطق المنكوبة.. تركيا والأمم المتحدة خذلتنا كعادتها، وشكر كبير للعشائر العربية

تقرير/ عباس إدلبي

استهجن أهالي المناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا الخذلان الدولي لهم، كما أكد عدد كبير منهم  ارتفاع أعداد السرقات في المناطق المتضررة جراء الزلزال، وعبروا عن سوء الأحوال التي تمر بها المنطقة بشكل عام.

موجة غضب عارمة تسود بين أطياف الشعب السوري نتيجة الخذلان والتقصير الذي مارسته منظمات المجتمع الدولي، حيث كشفت الكارثة التي حلت في تركيا وشمال سوريا زيف الادعاء الأممي بمساندة الشعوب ومساعدتهم والوقوف معهم.

ولا يخفى على أحد تلك اللعبة القذرة التي مارستها الأمم المتحدة وتركيا بأغلاق المعابر في الأيام الأولى للزلزال وتحويل المساعدات لمناطق حكومة دمشق وذلك لأهداف سياسية بحتة.

وفي هذا السياق التقت صحيفة “السوري” مع الاستاذ السابق في جامعة إدلب” رافي الأحمد” ليحدثنا عن تداعيات الزلزال واللعبة القذرة التي مارستها كلاً من تركيا والأمم المتحدة واوضح قائلا: “منذ الأيام الأولى لإطلاق نظرية المصالحة التي تبنتها تركيا قال الشعب السوري كلمته الموت ولا المذلة ولا للتصالح مع نظام قتل أكثر من مليون شهيد وأربع عشر مليون مهجر، وإن تلك المواقف الشعبية التي اصطدمت مع المشروع التركي الروسي قد كونا كرهاً وغضباً لدى الساسة الأتراك الأمر الذي دفعهم للانتقام منه والضغط عليه”.

واستأنف الأحمد حديثه :” لا أحد قد تخيل أن تركيا سوف تستغل الكارثة للنيل من إرادة الشعب وكسر قواه عبر بوابة المساعدات فقامت تركيا بإغلاق المعابر الواصلة لشمال غرب سوريا وتحويل مساره نحو مناطق النظام زعما منها إخضاع المعارضة وخنوع ثورتهم، الأمر الذي شكل ردة فعل لدى المعارضة ومنعت إدخال المساعدات عبر معابر النظام وإفشال مخططهم”.

وأضاف :” إن الشعب السوري شعب حي وصاحب نخوة يعالج جراحه نفسه بنفسه إذا اقتضى الأمر ولا يقبل الضغط أو المساومة على حساب حاجته وضعفه”.

بالمقابل خرجت مظاهرات أمام المعابر الفاصلة بين مناطق سيطرة حكومة دمشق والمعارضة رافعين لافتات كتب عليها نموت تحت الأنقاض ولا نقبل التطبيع مع من دمر أكثر مما دمره الزلزال.

عمليات سرقة ونهب تطال المباني المدمرة والأمن الجنائي يضبط عدداً من اللصوص

“مصائب قوم عند قوم فوائد”، ضحايا تحت الأنقاض وعائلات بأكملها بقيت تحت اسقف منازلها وهناك من يستغل تلك الكارثة لمصلحته ويقوم بسرقة ممتلكات الضحايا غير مكترث لمن هم تحت الركام

النقيب بفرع الامن الجنائي أبو زيد حدثنا عن تلك الجرائم وعمليات مكافحة اللصوص الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية قائلا:” وصلنا بلاغ من عدة جهات خدمية ومدنية ادعوا فيها على أشخاص تمتهن نبش الركام وسرقة مقتنيات المنكوبين ،فقمنا باستنفار عناصرنا ومراقبة أماكن الدمار وخلال المراقبة تم القبض عن عدد كبير من اللصوص وضبطهم بالجرم المشهود أثناء عمليات نبش الركام والسرقة ، وقد وصل عدد الذين تم ضبطهم ومصادرة معداتهم وآلياتهم لنحو 76 شخص ممن سولت لهم انفسهم استغلال الكارثة لمصلحتهم واثناء التحقيق معهم اعترفوا بما نسب لهم واسترداد ما أمكن من المسروقات “.

وفي السياق ذاته القت شرطة مدينة سرمدا القبض على عصابة لسرقة المواد الإغاثية التي تقدم للمنكوبين وبيعها بالسوق السوداء وحول هذا الموضوع حدثنا المساعد أول ” نجدت وقال :” إن مجموعة من اللصوص تمكنوا من دخول أحد مستودعات التنمية في مدينة الدانا وسرقة مستودع للمواد الغذائية الإغاثية وبيعها في السوق السوداء وأثناء البحث والتحري توصلنا لأحد التجار ممن قام بشراء بعض المواد المسروقة وعن طريقه توصلنا لهوية اللصوص ومن ثم تم تحويلهم للقضاء المختص لينالوا عقابهم “.

ترحيب شعبي واسع (فزعة أهل وعشائر الفرات) للمناطق المنكوبة في شمال وشمال غرب سوريا

الشعب السوري قال كلمته (لا يحك جلدك إلا ظفرك) ولن يشعر بوجعك إلا ابن بلدك ،بعيداً عن السياسة وقذارتها مواقف تدمع لها العيون قوافل تتبع قوافل قدمها سكان شمال شرق سوريا بكل مكوناته وأطيافه لضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شهر شباط لعام 2023 .

ومن خلال رصدٍ لصحيفة ” السوري ” للحظة وصول القوافل المقدمة من الشعب في شمال شرق سوريا حيث اجتمعت آلاف المواطنين ووكالات انباء عربية واجنبية لتغطية تلك اللحمة الوطنية  التي ابداها الشعب السوري بكل اطيافه ، دموع تذرف فرحا وصفحا عن تلك الهوة التي خلقتها الحروب ،فأصبح الشعب السوري كرة يتقاذفها شياطين السياسية وخفافيش الظلام .

مساعدات وصفها مراقبون وشهود عيان بالأضخم قدمتها عشائر وأهالي شمال و شرق سوريا  حيث قام لجان الاغاثة بتوزيعها على عامة الشعب بدون تفرقة ولا تمييز .

اغرورقت عيناه بالدموع فرحاً ونشوةً بالمشهد الإعلامي “جميل الحسن” بينَ لصحيفة ” السوري ” شعوره حيث قال :”  في حضرة الوطنية والأخوة تقف الإنسانية شامخة بدون تسييس نحن شعب حي ولا يقبل الخنوع وتباً للأمم المتحدة ومساعداتها ”

وأضاف الحسن :” تلك القوافل التي انطلقت من دير الزور والرقة وغيرها ماهي إلا تحدي للعالم اجمع وإن الشعب السوري ينسى جراحه ويعالج نفسه بنفسه” .

وفي لقاءٍ أخر مع الإعلامي ” محمد الفيصل ” قال :”الشعب السوري واحد ولن تفرقه السياسة ولا خرائط الاحتلال، وتلك القوافل قد عانت كثيراً حتى وصلت بالرغم من الإغلاق المتعمد من قبل تركيا وازلامها إلا أن إرادة الشعوب سوف تنتصر” .

ويرى مراقبون بأن المساعدات التي قدمها أهالي شمال شرق سوريا  تفوق تلك المساعدات الأممية بأضعاف وإن الشعب السوري المنكوب لن ينسى اخوته ونخوتهم ولن يغفر تآمر تركيا والأمم المتحدة وما تسبب به من زيادة بأعداد الضحايا ومنعهم وصول المساعدات وفرق الإنقاذ في الوقت المطلوب.

هذا وقد حذر الدفاع المدني في شمال غرب سوريا من مغبة التهاون والبطء بعمليات إجلاء السكان الذين يقطنون المباني المتصدعة الآيلة للسقوط وخاصة في منطقة حارم وجنديرس، وقال المسؤول التنفيذي للدفاع المدني “طه المصطفى ” إن حوالي 1300 بناء مهدد بالسقوط في أي لحظة وطالب الجهات المعنية بالضغط على قاطني تلك المباني بأجلائها فورا بعد تأمين مسكن بديل لهم ، ويذكر أن جمعيات وهيئات محلية ومن متبرعين من الداخل السوري قد قاموا بإنشاء مخيمات مؤقتة لتكون سكن بديل عن تلك المباني.

هذا وقد صرح مصدر طبي في وزارة الصحة التابعة لحكومة الإنقاذ أن أكثر من 17 ألف ضحية تم تسجيلهم في سجلات ضحايا الزلزال وأن هناك أكثر من 20 ألف في عداد المفقودين 9 آلاف منهم في تركيا وأكثر من 11 ألف في الداخل السوري المنكوب، وأما عن عدد الجرحى فقد وصل العدد الكلي للجرحى لنحو 34 ألف إصابة منهم في حالة حرجة.