لكل السوريين

مطالب بدعم الثروة الحيوانية.. مربو المواشي في ريف الرقة متخوفون من انقراض مواشيهم

الرقة/ صالح اسماعيل

أعرب مربو المواشي (الأغنام) عن تخوفهم من مواجهة سنة عجفاء تودي بمواشيهم ومهنتهم إلى الهلاك، بعد خسارتهم أكثر من نصف مواشيهم خلال سنتين متتاليين من الجفاف، حيث يواجه مربوا الأغنام تحديات جمة في رعاية حيواناتهم والحفاظ عليها، وخصوصاً مع قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف.

وأدت سنوات القحط التي مرت بها مناطق الشمال السوري لتقليص مساحات المراعي وندرتها، الأمر الذي خلف صعوبات كثيرة في تربية المواشي ورعايتها، مما اضطر أغلب مربي الأغنام لبيع قسم كبير منها لتأمين مستلزمات البقية من أعلاف وأجور مراعي.

المربي عيسى المعيوف من ريف الرقة الشمالي يقول: “ورثنا مهنة رعاية الأغنام من أباءنا وأجدادنا، حيث كنا نتنقل من مكان لأخر في مناطق الجزيرة السورية، فهي تعتمد على توافر المراعي وأينما تتواجد نرتحل إليها، ولكن اليوم بات التنقل أمر صعب جدا فنحن بتنا نبحث عن الأماكن التي يتوفر بها الأمان لأهالينا ولمواشينا، بالرغم من قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف التي ارتفعت أضعاف مضاعفة مقارنة مع أسعار المواشي المتدنية، وقلة الحركة التجارية لها”.

وأضاف المعيوف: “على مدار عاميين متتاليين اضطررت لبيع قسم كبير من الأغنام التي أمتلكها، فمن أصل ٦٠٠رأس من الأغنام لم يتبقى لدي سوى ٧٥رأس، غالبيتها بيعت بأسعار زهيدة ولكن لا نملك سواها لتأمين مستلزماتها، ومستلزمات أهالينا وخصوصاً بعد تدني الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار”.

ومن جانبه المربي عبدالله النواف يقول: “هذه طبيعة معيشتنا، ونحن اعتدنا على التنقل من مكان لأخر بحثا عن المراعي التي تتغذى عليها الحيوانات ولا نستطيع أن نتخلى عنها مهما كانت الظروف، ولكن سنوات الجفاف هذه لم نعهدها على مدار أكثر من ثلاثة عقود، حيث كنا نمر بفترات من الجفاف ولكن نتداركها بالأعلاف والمراعي التي كانت تتناسب مع أسعار المواشي، و لفترات قصيرة”.

وأردف النواف: “مهنة تربية الأغنام مرتبطة بتوافر المراعي وهطول الأمطار، حيث تشكل الأراضي البعلية نسبة واسعة من المراعي، وفقدانها يدفع مربي المواشي لمواجهة تحديات جمة في رعاية حيواناتهم والحفاظ عليها، الأمر الذي قد يدفع بقسم كبير من مربي الأغنام للتخلي عنها إذا استمر الجفاف”.

وأضاف النواف: “على مدار عامين متتاليين من الجفاف لم نتلقى دعم سوى لمرة واحدة، حيث تم تقديم علف مادة (النخالة)، وهذه الكمية غير كافية لتلبية احتياجات المواشي، ومن الأفضل أن تكون بشكل دوري كل ثلاثة أشهر وبأنواع مختلفة (نخالة، كسبة، بزر قطن..)، وغيرها من المواد العلفية”.

وطالب كل من المعيوف والنواف من اتحاد الثروة الحيوانية واللجنة الاقتصادية لتقديم الدعم الكافي لمربي المواشي والحفاظ على الثروة الحيوانية من تأمين الأعلاف بأسعار مناسبة تمنع استغلال التجار، وتساعد مربي المواشي في مواجهة سنوات الجفاف.