لكل السوريين

رفع الدعم عن قطاع التعليم يتسبب بإغلاق بعض المدارس في شمال غرب سوريا

إدلب/ عباس إدلبي

في أغلب الدول المتحضرة يأخذ التعليم حيزا كبيرا من الاهتمام والدعم، لأن التعليم ركيزة أساسية لرقي الأمم، اإلا في سوريا وخاصة في شمالها الغربي، لم يكن للتعليم أي اهتمام أو دعم، وبالعكس هناك تضييق على المعلمين وأولياء الطلاب.

ما تسمى مديرية التربية التابعة لما تسمى أيضا بحكومة الإنقاذ التابعة لمرتزقة تحرير الشام الإرهابية، المقربة من الاحتلال التركي فرضت رسوما على التلاميذ والطلبة مقابل فتح المدارس، فيما وضعت المعلمين أمام خيارين إما التدريس مجانا أو فصلهم من نقابة المعلمين، وبالتالي كانت النتيجة إما أن يموت أبناء المعلمين جوعا وفقرا، أو أن يلزم المعلم بالتعليم بالمجان، وسط وضع معيشي سيء في شمال غربي البلاد.

حالة مأساوية فيما يخص التعليم في شمال غرب سوريا، إذ أن المنظمات التي كانت تدعم تلك المدارس قد تحولت للدعم الإغاثي والتنموي لعدم ربحها في المجال التعليمي، والذي أدت تلك العوامل لإغلاق أكثر من 33 مدرسة في عموم شمال غرب سوريا وخاصة مدارس المخيمات.

وفي لقاء مع أحد مدراء تلك المدارس المعلقة تعليمها بسبب قطع الدعم الأستاذ شريف البكر، والذي حدثنا عن معاناته السنة الماضية وكيف تم التضييق عليه وعلى الكادر التدريسي.

ويقول المعلم: “لقد مررنا بأوقات صعبة العام الماضي، حيث لا رواتب، ولا أي دعم للكادر من أي جهة، فيما فرضت مديرية التربية رسوم وأجور عجز أولياء الطلاب عن دفعها، الأمر الذي أدى لتسرب عدد كبير من الطلاب عن مدارسهم، والنتيجة التسكع بالشوارع”.

وحول نفس الموضوع أيضا، حدثنا أحد المعلمين، وهو نازح من ريف حماة، يدعى هائل اليوسف، الذي أصدرت نقابة المعلمين قرارا بفصله لأنه لم يلتزم بالدوام بالمدرسة، حيث وضح الاستاذ هائل سبب عدم التزامه.

ويقول اليوسف “إن الوضع المعيشي المزر الذي نمر به المترافق مع غلاء الأسعار، وارتفاع أجور المنازل دفعنا للعمل بأي مكان نحصل من خلاله على مصروف عوائلنا، وإن مديرية التربية تريد منا الالتزام بالتدريس دون أدنى أجور وتهديدنا بالفصل في حال عدم الالتزام”.

ويضيف “في هذه الحالة أنت أمام أمرين إما موت عيالك وأطفالك جوعا، وأنت تدرس بدون أجر أو الفصل من النقابة، وكان الخيار الثاني أسهل لأن أطفالك أيضا هم بحاجة لتأمين قوتهم، وإن سياسة القطاع التعليمي ستكون كارثية في المستقبل بسبب تسرب الكثير من الطلاب وفصل الكثير من المعلمين”.