لكل السوريين

مطالب بزيادة المياه في أكبر قناة ري شمال الرقة

السوري/ الرقة ـ تتعرض عدد من الحقول الزراعية على جانبي قناة ري البليخ بالقرب من قرية تل السمن الشمالي، شمالي الرقة، لخطر الموت عطشاً، بسبب عدم انتظام تدفق المياه إليها، ويُعاني المزارعون من خطر “الخسارة الفادحة” جراء ذلك.

وتعتبر قناة ري البليخ من أهم المشاريع المائية المُقامة في الريف الشمالي لمدينة الرقة، وشريان الحياة في تلك المنطقة، وتروي حوالي 000/100 هكتار من الأراضي الزراعية، وساهمت بتطوير الزراعة بشكلٍ كبيرٍ من خلال توفير المياه لمساحات واسعة من الأراضي التي كانت بوراً قبل إنشاء هذه القناة العملاقة.

وتعرضت “القناة” لأعمال تخريبية من قبل الجماعات المسلحة وداعش قبل تحرير المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية أثناء الحملة الأولى والثانية لتحرير مدينة الرقة.

أليَّة عمل القناة لري الأراضي الزراعيَّة                              

القناة عبارة عن مأخذ مائي من جسم السد للري بالراحة وإيصال المياه الى الأراضي الزراعية، تبدأ القناة من منطقة كديران التي تبعد عن السد 30 كم من عقدة (الكيلو صفر)، وهي عبارة عن خزان مائي يتفرع إلى ثلاث أقسام، وأحد هذه الأقسام هي (قناة ري البليخ) التي يبلغ طولها 130 كم.

أما عن عرضها فهو يتفاوت (كلما اتجهنا إلى الشرق إلى أن تصل إلى حدود ريف دير الزور الغربي، وتتفرع عنها أقنية فرعية لإرواء المساحات الزراعية في القرى البعيدة عن جسم القناة، ومنها قرى (أبو كبرة ـ الجايف ـ العريضة ـ رويان ـ كبش وسطي ـ كبش غربي ـ الرجم الأبيض ـ مزرعة تشرين ـ حزيمة ـ الرحيات) بالإضافة لحقول قرية تل السمن وقرى أخرى كثيرة تكادُ لا تنتهي.

وأقيم على القناة 14 مُنظم للمياه الهدف منها تنظيم مياه القناة، ورفع منسوبها لتتدفق المياه عبر “القنوات الفرعية” التي بدورها تُنظم عمليَّة جريان الماء، وتوزيعها على الأراضي الزراعية بحسب الحاجة.

مشكلة تنظيم المياه وتأثيرها على المزارعين.

يشتكي مزارعو قرية (القارة) وتل السمن من عدم تدفق المياه إلى حقولهم الزراعية بانتظام بسبب قلة الرقابة على المُنظمات الموجودة على (قناة ري البليخ)، ترتب عليه انخفاض مستويات مياه القناة، وعدم ضمان تدفق المياه إليها بشكلٍ منتظم، الأمر الذي جعل عدد من المزارعين يَعزفون عن الزراعة تحسباً لخطر موت مزروعاتهم عطشاً.

يقول المزارع أسعد المهيدي “لقد ضقنا ذرعاً بقلة المياه، وعدم انتظامها من المأخذ الرئيسية، والأن محاصيلنا تتعرض لخطر العطش، ومن المعلوم بأن المحصول الصيفي لا يقبل تأجيل السقايات وإلا تعرض الى الموت عطشاً، بالتالي التعرض للخسارة الفادحة”.

وأردف المهيدي “صرفت كل مدخراتي لدعم المحصول، والآن بسبب عدم وجود تنظيم لمياه القناة مهددون بخسارة المحاصيل، أو جلب مولدات مياه ووضعها على القنوات الرئيسية لريها، وهذا الأمر يتطلب الكثير من المصاريف الإضافية التي لا طاقة لنا على تحملها في الوقت الحالي، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها”.

من جانبه حمَّل المزارع ابراهيم الكرَّاد الجهات المعنية مسؤولية ما يحصل بالقول “دفعنا كل مستحقات الري (1000) ليرة سورية للدونم الواحد، بالمقابل نريد حقنا من المياه، وتساءل إلى متى تستمر هذه المعاناة، والآلاف من الدونمات الزراعية تتعرض لخطر العطش؟!”.

وطالب الجهات المعنية بوضع حد لهذه المشكلة من خلال ضبط المنظمات، واتباع برنامج معين للحفاظ على منسوب المياه في قناة ري البليخ لضمان تدفق المياه عبر كافة المنظمات ذات المناسيب المنخفضة والمرتفعة على حدٍ سواء.

وأكدَّ المزارعين بأنَّ المشكلة مُستمرة، والآن هم مقبلون على الموسم الزراعي الشتوي، ولا حل إلا إذا تم الحفاظ على منسوب المياه في قناة ري البليخ عند مستوى معين، يتناسب مع احتياجات الأراضي الزراعية، ووجود رقابة وتنظيم فعلي (بمنظمات المياه) بحسب قولهم.

 تقرير/ صالح اسماعيل