لكل السوريين

مشفى باريشا للعيون.. فساد ومحسوبيات تحرم أهالي إدلب من تلقي علاجهم فيه

مع بداية العام الحالي توقف مشفى ابن الهيثم التخصصي في طب العيون وجراحتها، لأسباب مجهولة، في وقت أشار فيه الموظفون في المشفى أن العملية العسكرية أدت إلى توقفه، كما وأن توقف الدعم أيضا شكل حائلا بينه وبين استمراره في العمل.

يقع مشفى ابن الهيثم التخصصي في جبال منطقة حارم، في بلدة باريشا تحديداً التي تبعد حوالي 35 كم عن مركز المدينة إدلب إلى الشمال الغربي من المحافظة.

كان المشفى يقدم خدماته لأكثر من خمسة آلاف مريض بين عملية وعلاج وقد كثر الحديث حول فساد ذاك المشفى وكثرة شكوى رواده، مستغلين حاجة الناس له، كونه الوحيد في المنطقة.

مراسل صحيفتنا زار المشفى الذي يقف أمامه كل يوم جوع غفير من المرضى، واستوقفه مواطن يلتحف بطانية وقد ظهر عليه أثر البرد والتعب، وكان يرتجف بشدة، وهو من بلدة كفر نبل، وقال “قبل ثلاثة أعوام خسرت إحدى عيناي، بسبب قصف عشوائي على البلدة، ومنذ أكثر من ثلاثة شهور وأنا أحاول أن أحصل على علاج للالتهابات التي بدأت تصيب العين السليمة، وكل مرة يقولون لنا لا يوجد أدوية، ولا يمكن علاجكم، الدعم متوقف”.

وفي الجوار من هذا الشب، التقى مراسلنا بامرأة وهي تحضن طفلها بين ذراعيها، وتحاول أن تؤمن له القليل من الدفء، وعند سؤاله لها عن سبب زيارتها، أجابت بحرقة والدمع يذرف من عينيها “الله ينتقم منهم، أنا فقيرة ونازحة في بلدة بنش، هذه المرة الخامسة التي أحاول فيها علاج ابني بسبب ضعف في نظره، ولاكن المحسوبية والواسطة منعتني لأنني لا امتلكها، وفي هذه المشفى إن لم يكن لديك واسطة أو شخص يخصك تموت بردا، ناهيك عن كلفة القدوم”.

ولفهم الأسباب من الموظفين، التقى مراسلنا بالإداري في المشفى، عبد الكريم م م، الذي أكد بدوره أن “الممرضين في المشفى يعملون بأقصى جهد، لكن الدعم توقف، ونحن الآن لا نستطيع تأمين الأدوية المناسبة، كما وأن العديد من المنظمات قد أوقفت عملها كليا، ولا نعرف ما هي الأسباب، وأغلب تلك المنظمات كانت تتلقى الدعم من تركيا”.

وأضاف “كانت المنظمات تمدنا بأجهزة ومستلزمات طبية، مشيرا إلى أن المشفى لا تستطيع القضاء على هذه الحالة، معترفا بوجود بعض التجاوزات التي وصفها بـ ’’اللاأخلاقية’’.

ومن خلال زيارتنا والوقوف حول معاناة المواطنين ومن خلال تلك اللقاءات تبين لنا وجود ضعف وفساد إداري كبير إلى في الطاقم الطبي في المشفى، لا سيما وأنها تدار من قبل تنظيمات إرهابية.

واشتهرت ناحية باريشا قبل نحو بضعة أشهر بعد أن تمكنت قوات التحالف الدولي بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي.

تقرير/ عباس ادلبي