اللاذقية/ سلاف العلي
يعيش من تـأجير المنشآت السياحية أكثر من حلقة، فهنالك ما يشبه المكاتب العقارية حيث يتمركز أشخاص في الشوارع القريبة من الشاليهات، يقصدهم طالبو الإيجار، بعدما حصلوا على تفويض من مالك الشاليه، ويحصلون على نسبة من كل عملية تأجير، أن الاعتماد الأساسي على الكروبات التي تأتي من حلب ودمشق، ولكنها كانت هذا العام هي اقل بكثير, ويعتقد أن صعوبة المواصلات ونقص المحروقات من أهم أسباب تراجع السياحة الداخلية، إضافة لمشكلة الكهرباء ونقص الماء, إن نسبة الحجوزات لهذا العام لا تصل إلى 10% في الشاليهات.
لا يمكن مقارنة الموسم السياحي الحالي بالموسم الماضي، فقد شهد تراجعا ملحوظا بسبب ما تعانيه المحافظة من مشكلة في الكهرباء والمياه, وأن مديرية السياحة حاولت استثناء بعض المنشآت السياحية من التقنين الكهربائي كونها تأتي بإيرادات مهمة للمحافظة، لكن ذلك لم يكن كافيا، فمشكلة الكهرباء عامة على مستوى القطر، ولا تقتصر على اللاذقية فقط, وانعكس الواقع الخدمي سلبا في تأمين المحروقات على نسبة إشغال المنشآت السياحية العادية، أما المنشآت ذات التصنيف من 4 إلى 5 نجوم، فحافظت على نسبة إشغالها بنسبة 90%، مع وجود أكثر من 100 منشأة سياحية في اللاذقية، تتفاوت في التصنيف من حيث سوية النجوم, وتراجع عدد المصطافين القادمين من المحافظات الأخرى وحتى من اللاذقية نفسها، إذ لم تتجاوز نسبة الحجوزات في الشاليهات 10%، في كل من وادي قنديل ورأس البسيط طريق البدر وسية- الشاطئ الأزرق.
مالك شاليهات تدعى الياطر , وهو السيد أبو يونس، أكد ان التراجع في هذا الموسم السياحي. وأشار إلى أن السبب يعود لمشاكل الكهرباء والماء، وأن محاولات استثناء بعض المنشآت السياحية من تقنين الكهرباء لم تكن كافية، لأن مشكلة الكهرباء عامة في كل البلاد، حسب قوله, وأشار إلى أن عدد المنشآت السياحية في محافظة اللاذقية يصل إلى 100 منشأة من مختلف التصنيفات، في حين يصل عدد المنشآت السياحية في محافظة طرطوس إلى٢٤٠ منشأة، من مختلف الدرجات، ويصنفه بالسنة السيئة جدا, إذ أن ساعات التقنين الطويلة قضت على مصدر دخل أساسي للكثير من العائلات في الساحل السوري.
يقول السيد بديع أبو عمار، وهو صاحب شاليه في محافظة اللاذقية ، إنه لم يتمكن من تحصيل سعر في هذا الموسم، لأن غالبية القادمين للاصطياف, وهم قلة هذه السنة , يسألون عن مدى توافر الكهرباء وفيما إذا كان هنالك مولدة أم لا, وأشار إلى أنه عند تأمين أي مصدر للطاقة لا يهتم طالب الإيجار بموقع الشاليه فيما إذا كان نسق أول على البحر أم ثان وثالث، وأن الرطوبة في الساحل تجعل الحاجة ماسة لاستخدام التكييف، ومن يأتي بقصد السياحة لن يتحمل الحر والرطوبة في الشاليه.
بينما يضيف السيد نضال، وهي صاحب شقة مخصصة لتأجير السياح في منطقة صلنفة، كان عملنا قبل هذه السنة بخير, والان لا الكهرباء ولا المياه تصلنا الا بأوقات محددة , عدا عن كل ذلك ما زالت بالليل تسمع أصوات الاشتباكات مع الإرهابيين , فهم فقط غايتهم إرهاب السياح وتوقيف الموسم السياحي, وهو ما أدى الى هروب الكثير من السياح , وهذا حقهم فهم جايين لهون لينبسطوا ويرتاحوا مو يتوتروا ويخافوا، رغم ان عملنا يعتمد بشكل أساسي على السائح العربي عموما، والخليجي خصوصا, وهو ما أدى الى فراغ المنطقة متل مو شايفين, هنالك الكثير من الشقق والشاليهات المعروضة للبيع في صلنفة وبأسعار منخفضة بسبب تراجع الحركة السياحية، وضيق حال السكان, لقد اثرت الحرب علينا كثير, ومنعت وصول السياح العرب إلى سوريا، والحركة تكاد تقتصر على السياحة الدينية من دول مجاورة كالعراق وإيران ولبنان وذلك بقصد زيارة المقامات الدينية.
السيدة اخلاص من دمشق وتقول عن نفسها انها سيدة اعمال قالت لنا: انا منذ خمس سنوات وانا اجيئ الى هنا بوادي قنديل، ويعرفونني جيدا، وتعاملهم كان رائعا جدا معنا، لكن هذه السنة مختلف التعامل معنا وكل شيء له حسابه , والناس السواح قليلين , مثلا هذه تم تخييرنا ما بين ان نكتفي بالإضاءة فقط في الشاليه بسعر 100 ألف ليرة، أو بسعر 250 ألف ليرة فيما إذا رغبنا بتشغيل أجهزة كهربائية كالبراد والمكيف وغيرها من الأجهزة.
وهنا تدخلت سيدة أخرى وقالت لنا: أن الشاليهات برأس البسيط ليس فيها لا خيارات ولا كهرباء، ومن ينزل بالشاليهات هنالك عليه انتظار التقنين الكهربائي، لأنه لا يوجد بدائل طاقة شمسية أو مولدات، وبسعر يصل إلى 100 ألف لليلة.
يذكر انه يتم المحاولة والعمل على تأمين شواطئ شعبية ليتمكن أصحاب الدخل المحدود من دخولها في كل من محافظتي طرطوس واللاذقية، إلا أن الضغوط الاقتصادية الخانقة تحول دون التفكير في ذلك.
ويشارإلى ان الاستثمارات الروسية المعلن عنها مؤخرا على الساحل السوري، حيث قامت شركتان روسيتان بإنجاز مشروعين سياحيين بمنطقة الشاطئ الأزرق، أحدهما أصبح بالمراحل المتقدمة، ومن المقرر إنجاز المشروعين خلال 4الى6 سنوات.