لكل السوريين

يحيى محمود ” آفاق حل الأزمة السورية ضئيلة، والدول الكبرى تسعى لبقاء الفوضى والتخطيط لسايكس بيكو جديدة في الشرق الأوسط من بوابة سورية”

حاوره/ أحمد سلامة

أكد يحيى محمود عضو حزب التحالف الوطني السوري، بعد مرور  أكثر من أحد عشر عاما على الازمة السورية، مازالت أفاق الحل ضئيلة، ومازالت الأزمة السورية تعاني من تضارب مصالح الدول الكبرى، ومازالتا الحروب التي تنتشر هنا وهناك تؤثر على مسار الحل السوري ، ومازال الاحتلال التركي ينتهك انتهاكات صارخة لي شمال وشرق سورية، وفشل سياسة ارد وغان في شمال وشرق سورية، نقل المعركة إلى شمال العراق، وذلك من خلال حوار أجرته صحيفتنا مع عضو التحالف الوطني السوري الأستاذ يحيى حمود، موكدا أن محاولة نقل مشاكل الداخل التركي إلى الخارج لتغطية اعماله الإجرامية بحق السورين، وضمن هذا السياق جاء نص الحوار كما يلي :

اشتداد الاعتداءات التركية على مناطق شمال وشرق سورية في الآونة الأخيرة، لماذا برأيك؟

تدل هذه الاعتداءات على أن المحتل التركي يريد زعزعة أمن واستقرار المنطقة ، لأنها تعتبر منطقة أمنة ومستقرة في سورية، ومن ناحية ثانية هي تحاول ضرب النسيج السوري، من خلال هذه الأعمال العدائية، وتصعيد القصف على هذه المناطق لكي لا يكون هناك استقرار ، وذلك لتحاول تطبيق ادعائها لتحقيق منطقة أمنة، وان هذه المنطقة فيها خطر على أمنها القومي ، لذلك تقوم بهذه الاعتداءات من أجل أن تقوم باحتلالها وأن تقوم بقضم أراضي جديدة ، لأنها لم تكتفي بالمناطق التي أحتلتها سابقا.

_لماذا تستخدم دولة الاحتلال التركي سياسة الضرب بالمسيرات الجوية؟

هي سياسة جديدة عمدت عليها تركيا، لأنها فشلت بالحصول على تأييد بشأن شن حملة عسكرية جديدة، لذلك لجأت إلى استخدام المسيرات، ولان هذه المسيرات  ليس لها قواعد حرب أو قواعد اشتباك ، وتعتمد عليها كثير من الدول في تصفية حساباتها، بعد  ذلك لجئت اليها بعد رفض الروس والامريكان ‘طاء ضوء أخضر لعملية عسكرية تركية جديدة، لذلك لجئت إلى المسيرات التي تريد من خلالها أن تقول أن قادرة على استهداف القيادات، وتريد أن تقول بأن هي تمهيد لمعركة  وهي قادرة على أن تنتصر ، ولكن هذا إذ دل فأنه يدل على أن هناك تواطؤ بين تركيا والروس في مناطق غرب الفرات ، وتواطؤ تركي أمريكي في مناطق شرق الفرات، وإلا هناتك رادارات وهناك أجهزة تستطيع أسقاطها أو ابعادها على أقل تقدير، ولكن نجد أن الامريكان والروس موافقين على هذه الضربات، فتركيا تسعى للقيام بالمزيد من الضربات والقصف المستهدف للمدنيين.

_لماذا تستهدف دولة الاحتلال التركي المرأة بشكل مباشر ؟

بالنسبة للدولة التركية أصبحت الأن تحاول أن تستهدف المرأة، لان التجربة الرائدة والرائعة في شمال شرق سورية هي أثبتت دور المرأة الحقيقي، هناك دول كثيرة تقول انها أعطت المرأة دورها ولكن عندما قامت تركيا باستهداف المرأة فسي شمال شرق سورية دلت على انها صاحبة قرار، وأن هذه المرأة أوجعت المحتل التركي من خلال تخطيطها  ومن خلال محاربتها للمحتل التركي ، فهيا لم تستثني أحد وأعطت لنفسها ذريعة وشاهدنا من تلك المسيرات التي اغتالت بعض القيادات بحماية المرأة، وذلك يدل بشكل واضح أن المحتل التركي وجد  نفسه محاصرا من جميع الجهات، المرأة القادرة على أن نقاتل وتحارب لنيل حريتها وحرية شعبها، والمرأة القادرة على أن تقف بالمرصاد للمخططات التركي التي تريد احتلال الارض، لهذه الأسباب وأسباب عدة تقوم دولة الاحتلال التركي باستهداف المرأة.

_ كيف يجب أن يكون رد قوات سورية الديمقراطية على هجمات دولة الاحتلال التركي؟

هناك طرق كثيرة تستطيع قوات سورية الديمقراطية  الرد على هذه الاعتداءات والهجمات، وذلك لأنها كانت دائما رقما صعبا في المعادلة، وأن تثبت جدارتها وأن تدحر أعتى  تنظيم إرهابي في العالم، اليوم بمقدورها إذ ما فرض عليها الحرب أن تكون نسورا في السماء ونمور على الأرض ، ويستطيعون أن يردوا كيد المعتدين وأثبت ذلك في حربهم ضد داعش وفي تحرير سجن الصناعة في الحسكة  من ارهابي  أر دوغان ومرتزقته

_تستغل دولة الاحتلال التركي انشغال العالم بالحرب الأوكرانية  الروسية، وتكثف هجماتها على الشمال الشرقي السوري، كيف ذلك برأيك؟

الاحتلال التركي يستهدف الشمال السوري بشكل عام وشمال شرق سورية  على وجه الخصوص، ومما ساعد على ذلك انشغال العالم بالأزمة الاوكرانية، وأن الأنظار متجهة إلى تلك المعارك التي تدور في اوكرانيا، وهي تريد أن تستغل الموقف الدولي، وتستقل الازمة الاوكرانية لتحقيق مأربها، وهي أرادت أن تكون حرب برية ولكن هي الأن تستهدف المدنيين بالقصف المدفعي والمسيرات، وأخذت تضرب المجتمع بأكمله، ولم يقف عدوانها عند ذلك، بل أخذت  وقامت باستهداف مناطق في  شمال العراق، وهذا يدل على أنها تريد أن يكون لها دور كبير في المنطقة، وخاصة بعد انشغال العالم أجمع بالحرب الاوكرانية الروسية.

_هل تضارب المصالح بين الدول الكبرى، ساعد في تأخير حل الأزمة السورية؟

نعم وجدنا أن هذه الدول لها مصالح، أمريكيا لها مصالح وروسيا لها أيضا، ودول الا تحاد الاوربي لها مصالح، وهم على أعتاب مرور مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو، ومرور مئة عام أيضا على مؤتمر لوزان، فأن هذه الدول الكبرى  تريد رسم خرائط جديدة  للعالم، هذه الخرائط  تثبت لكل دولة مصالحها التي تعمل من أجلها، لان ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، وربما عدو الأمس يصبح صديق اليوم، وربما صديق الامس يصبح عدو اليوم، لان هذه الدول الكبرى تعتمد على مصالحها الاستراتيجية والمستقبلية في المنطقة، وهذه الدول كاملة وعلى اتفاق كامل حول مصالحها ومخططاتها في الشرق الأوسط بشكل كامل وليس في سورية فحسب، وما اختلاق أزمة أوكرانية وغيرها إلا من أجل رسم خرائط  للعالم الجديد، وتجهيز مئوية جديدة شبيهة لسايكس بيكو.

_ لماذا عادت تركيا لاستخدام ملف المياه في الحسكة والفرات حسر  الكمية المخصصة لسورية، على الرغم من أنه فصل ذوبان الثلوج في هذه الفترة، ما الهدف برأيك من ذلك؟

تركيا دائما وابدا تستخدم حرب المياه، التي لديها منابع للمياه تقوم بإغلاقها، والمحتل التركي معروف أنه لم يقف يوما من الايام من القيام بأي عمل لزعزعة وضرب الامن والاستقرار ، فهو يسعى دائما بأي سلاح وطريقة لمحاربة شمال شرق سورية، والتضيق على شعوب المنطقة لضرب هذه الروح التي فيما بينها المحبة والوئام، ومن ناحية أخرى هو لا يدخر جهدا في استخدام أي سلاح لإفشال مشروع الادارة الذاتية، والذي يدعو على تحقيق الحرية والديمقراطية والمساواة بين مكونات الشعوب كافة، فاستخدام المياه من أجل أن يقوم بترويع وهلع المواطن عندما يجد أن مياه الشرب أصبحت قليلة وضحلة، وبالمقابل أن المياه لولا أغلاق التركي وحسرها من قبله هي  سياسة أردوغانية خبيثة، فالحرب المائية هي ما تحاول تركيا السعي لها بعدما فشلت في الحرب العسكرية في ضل صمود مكونات الشعب السوري في الشمال الشرقي.