لكل السوريين

قمة طهران بعد قمة جدة..هل تضعان المنطقة على أبواب تحالفات جديدة

تقرير/محمد الصالح

 

بعد أيام من جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، حيث زار تل أبيب ورام الله، بالإضافة إلى السعودية التي التقى فيها زعماء دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق، عقدت قمة ثلاثية في إيران كرد فيما يبدو، على ما تمخّضت عنه قمة جدة التي أكدت في بيانها الختامي على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الدول الخليجية والولايات المتحدة.

واستبقت طهران القمة بتأكيدها على أن القادة المشاركين فيها سيبحثون كيفية التوصل إلى تسويات سياسية لأزمات المنطقة ومسألة الأمن الغذائي.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الاجتماعات بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا ستعطي دفعة لدعم العلاقات وتطوير التعاون الاقتصادي بين دولهم، وتركز على أمن المنطقة.

في حين أعرب رئيس النظام التركي عن أمله بموافقة إيران وروسيا على العملية العسكرية التركية في الشمال السوري التي طالما هدد بها.

ومن جانبه، ذكر المتحدث باسم الكرملين أنه يأمل أن يتم التوقيع على اتفاقيات مع الجانب الإيراني تشمل التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين.

سوريا ضمن اهتمامات القمة

أجمع الرؤساء المشاركون في القمة على مواصلة “قتال المنظمات الإرهابية” في سوريا.

وأكد رئيس النظام التركي أن بلاده ستواصل قريبا القتال ضد “المنظمات الإرهابية” في شمال شرق سوريا، وشدّد على أن بلاده “تعوّل على دعم روسيا وإيران في مواجهة الإرهاب”.

وأشار إلى أن انسحاب المقاتلين الأكراد إلى مسافة 30 كلم من حدود بلاده لم يحصل بعد، في إشارة إلى أحد بنود الاتفاق الذي تم توقيعه عام 2019 مع واشنطن وموسكو ونصّ على ذلك، وأنهى عملية القوات الخاصة التركية والفصائل السورية الموالية لها، التي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى وشرّدت عشرات آلاف الأشخاص.

وحثّ أردوغان الرئيس الإيراني والروسي على دعم عدوانه المتوقع على الشمال السوري بقوله “أسمع أصدقاءنا الأعزاء يقولون إنهم يتفهّمون مخاوف تركيا وأشكرهم على ذلك، لكن الكلام لا يكفي”.

في حين أبلغ المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي رئيس النظام التركي خلال القمة أن عملية تركية في الشمال السوري “ستعود بالضرر على مختلف دول المنطقة”.

وكانت موسكو وطهران قد حذّرتا في الأسابيع الأخيرة من أي تدخل تركي في سوريا.

قلق أميركي وإسرائيلي

أعربت واشنطن عن قلقها من التقارب العسكري بين موسكو وطهران، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تشعر بالقلق حيال تعاون إيران وروسيا في صفقة طائرات مسيرة يمكن لموسكو استخدامها بالحرب الجارية في أوكرانيا.

واعتبر كيربي زيارة الرئيس بوتين إلى إيران دليلاً على عزلة روسيا وعجز منظومتها العسكرية عن تلبية احتياجات الحرب.

وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن زيارة بوتين لإيران تدل على أنه لا نية لديه لإيقاف الحرب في أوكرانيا.

من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي رام بن براك، إن إسرائيل تخشى أن يعوق التقارب الروسي الإيراني عملياتها العسكرية في سوريا.

وأشار في حوار إذاعي إلى أن تل أبيب تعتبر التقارب بين طهران وموسكو بمثابة رد على جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة إلى المنطقة، ورد على وقوف إسرائيل إلى جانب أوكرانيا في الحرب.

وأضاف أن إسرائيل لا تخفي قلقها من أن التقارب بين البلدين من شأنه أن يمنح الشرعية لطهران ويعزز من مكانتها في المنطقة.

البيان الختامي

أكدت الدول الثلاث في البيان الختامي الذي صدر عن القمة “تصميمها على مواصلة التعاون للقضاء على الإرهابيين في سوريا”، والتزامها بسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.

وأدان البيان “الوجود المتزايد وأنشطة التنظيمات الإرهابية وأذرعها في مختلف المناطق السورية”.

وأعرب عن تصميم الدول الثلاث على مواصلة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.

وعلى ضرورة الحفاظ على الهدوء في سوريا “من خلال تنفيذ جميع الاتفاقات المتعلقة بإدلب”.

ودعا المجتمع الدولي لتحمل مزيد من المسؤولية في تقاسم أعباء إسكان اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم.

كما أعربت الدول الثلاث عن “رفض كل المحاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة مكافحة الارهاب”، وعن تصميمها على الوقوف في وجه “الأجندات الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا، إضافة الى تهديد الأمن القومي للدول المجاورة”.

واعتبر الرئيس الروسي أن المحادثات الثلاثية بشأن النزاع السوري كانت “مفيدة جدا”، ودعا نظيريه التركي والإيراني لزيارة روسيا قبل نهاية العام لعقد قمة جديدة بهذا الشأن.