لكل السوريين

انقسامات في الجبهة الغربية المعادية لروسيا..وتصعيد ينذر بالخطر

بعد أن تمكنت الدول الأوروبية من الاتفاق على إجراءات عزل الاقتصاد الروسي، بما في ذلك فرض حظر على معظم النفط الخام الذي تبيعه موسكو إلى أوروبا، تباينت آراء هذه الدول حول مخاطر الحرب على أوكرانيا، وإمكانية شمولها لمناطق في دول أخرى، وفرص أوكرانيا في الانتصار فيها.

وحدثت خلافات بين دول الجبهة الغربية المعادية لروسيا وصلت إلى حد الانقسام بينها حول الاستمرار في شحن المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، حيث تخشى بعض هذه الدول أن تطيل الصراع وتزيد من تداعياته الاقتصادية عليها.

كما اختلفت بعض الدول الغربية مع الولايات المتحدة حول التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا، وما إذا كان بإمكان أوكرانيا أن تنتصر فعلا في ساحة المعركة.

ومع استمرار الحرب يتزايد تردد هذه الدول وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية بعيدة المدى التي ستحتاجها لاستعادة الأراضي التي خسرتها أمام الجيش الروسي في جنوب وشرق البلاد، كما يتزايد التشكيك في أن موسكو ستهدد دول حلف الناتو.

مطالب أوكرانية

تطلب أوكرانيا من الدول الغربية، وخاصة دول حلف الناتو، تزويدها بأنظمة صاروخية متطورة وبعيدة المدى.

ورغم الإلحاح الأوكراني المستمر، يتم تجاهل طلبها “لتجنب التصعيد مع روسيا، ونقل الحرب إلى خارج حدود أوكرانيا”، حسب تصريحات مسؤولين غربيين.

وعلى وقع تقدم الدبابات الروسية في مدن شرقي أوكرانيا، كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية على تويتر “بعض شركائنا يتجنبون إعطاء الأسلحة اللازمة خوفاً من حصول تصعيد”.

وقال “تستخدم روسيا الأسلحة غير النووية الأثقل وتحرق الناس أحياء، قد يكون آن الأوان لتسليمنا قاذفات صواريخ بعيدة المدى.”

وطلب الرئيس الأوكراني مؤخراً إرسال أنظمة إطلاق صواريخ متعددة إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن لمنحها فرصة صد الهجوم الروسي في دونباس.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إلى الأمة: “نحن نكافح من أجل حصول أوكرانيا على كل الأسلحة اللازمة لتغيير طبيعة القتال والبدء في التحرك بشكل أسرع وبثقة أكثر في اتجاه طرد المحتلين”.

وحدد المسؤولون الأوكرانيون طلبهم من الولايات المتحدة، بتزويدهم براجمات الصواريخ  المتطورة بعيدة المدى.

انقسامات غربية

يرى مراقبون أن قادة بعض دول أوروبا الغربية قد فقدوا حماستهم لمواصلة حرب يعتقدون أنه لا يمكن لكييف الفوز بها.

ومع خسارة أوكرانيا للعديد من المدن في منطقة دونباس تزايدت الخلافات بين الدول الغربية،

وأشارت التصريحات العلنية لقادة فرنسا وألمانيا إلى أنهم متشككون في قدرة كييف على طرد الغزاة، ودعت إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، مما أثار شكاوى من أوكرانيا بأنه يتم الضغط عليها لتقديم تنازلات إقليمية.

وكثيراً ما حذر المستشار الألماني من أن الصراع قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة وإبادة نووية.

وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن حوالي سبعين بالمئة من الألمان يؤيدون السياسة الحذرة لشولتز.

في حين يعتقد القادة في دول البلطيق وبولندا ودول أخرى أن إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة متطورة أمر بالغ الأهمية لوقف التقدم الروسي وتوجيه ضربة للرئيس الروسي تردعه عن التفكير في أي عمل عسكري مستقبلا.

وبهذا الاتجاه تذهب الولايات المتحدة وبريطانيا ومجموعة من دول وسط وشمال أوروبا.

تصعيد خطير

أعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستمنح أوكرانيا أنظمة صواريخ متقدمة يمكنها ضرب أهداف روسية في أوكرانيا بدقة عالية.

وقال بايدن، “سنزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطوراً مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا”.

وبعد هذا الإعلان بدأت القوات النووية الروسية بإجراء تدريبات بإقليم إيفانوفو في الشمال الشرقي من موسكو.

ونقلت التقارير عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إن المناورات تشمل قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، وتهدف “لنقل أنظمة الصواريخ إلى مواقع ميدانية، والقيام بمسيرات يصل طولها إلى 100 كيلومتر، وتنظيم التمويه والأمن القتالي”.

وكانت وسائل إعلام روسية قد أشارت إلى إن الولايات المتحدة “ستتجاوز الخط الأحمر” إذا زودت أوكرانيا بأنظمة الصواريخ بعيدة المدى المتقدمة التي كانت تطلبها.

يذكر أنه منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا، أثار الرئيس الروسي بشكل غير مباشر “إمكانية توجيه ضربة نووية”، لأي دولة تتدخل في هذه الحرب.

وهدد مؤخراً بتوجيه “ضربة صاعقة” ضد أي طرف يحاول التدخل في الحرب الدائرة حالياً مع أوكرانيا.