لكل السوريين

اللي امو بالبيت رغيفو مدهون بالزيت

إنّ العنوان مثل شعبي ظهر ذات يوم حين الناس كانوا يجمعون ثمار أشجار البطم وبعض الحطب, ويتزودون بزوادة الطعام. فمنهم من تقوم والدته بتجهيز الزوادة له, وتقوم بدهن رغيف الخبز بالزيت الذي يستخرجونه من البطم كونه لذيذ, وبعضهم أمه بعيدة عنه تجد أن رغيفه غير مدهون بشيء.

الكثيرون من أصحاب المهن سواء ثقافية أم صحفية او مؤسساتيةيحاولون أن يتفردوا في موقع, عملهم سواء في القطاع العام أو الخاص, ويطبقوا نظرية الفردانية ويحجبوا الرؤيا عن الآخرين ويضعوا العثرات أمام الشرفاء والناجحين في عملهم, ولمن يحاول أن يصل إلى المكان مثلهم, وعلماً أنهم يستولون على المناصب ويحتفظون لنفسهم كل المسميات حتى يضن المتابعون لصولات وجولات هؤلاء الناس أن لا ند ولا منازع غيرهم, ولا يوجد على وجه المعمورة من يملك مؤهلاتهم, ويشعر أحدهم أنّه البطل الهمام الذي يقوم بكل المهام, ولا يوجد في الدنيا من يقدر على تحمل نصف ما يتحملون, بالرغم من أن المؤهلات التي يمتلكونها لم تكن مؤهلات ولكن الفرصة وحدها هي التي دفعت بهم دفعا كي يصبحوا في المقدمة دون علم ودراية من قبلهم. تلك الحالة أي حالة الفردنة أو الفردانية التي تفرض نفسها علينا من حين لآخر تجعلنا نرثي لحال هؤلاء بالرغم من استفادتهم من المكارم والمنافع, والذين يظنون أن المناصب والأمكنة باتت حكراً عليهم وحدهم ويتخبطون يمنة وشمالا بين الموظفين والشرفاء قدر المستطاع, وان يقتلوا ما يرونه من إبداع بين الأشخاص الشرفاء خوفا من تمتد تلك الأيادي النظيفة إلى ذالك الكرسي الوسخ وتراهم هلعين يراقبون كل مؤشرات الإبداع حتى يقتلونها ويطمسونها قبل أن تلفت نظر احد, ويعلم الآخرون من ولاة الأمور أن هناك من يستطيع التفوق عليهم.

أن نوعية مثل هؤلاء المساكين لا نعتبرهم إلا معاقين كونهم يفعلون المستحيل خوفا واعتقاداً منهم أن أحد من الذين معهم ومن حولهم يتقدم عليهم وبالتالي إعاقة العمل الإداري الذي يشغلونه حيث تصبح تلك الإدارات كالمسخ المتهالك مع وقف النمو ونلاحظ أنهم يقتلون الخبرات المحلية و يستعينون بالخبرات البعيدة وهو أمر مستحسن لهؤلاء المعاقين, حيث تجد أن مثل هؤلاء يتخبطون في ظلام الفساد والنفاق والإهمال وكأنهم لم يعرفوا في القرن الحالي الذي دخلنا فيه كل ثورات التطوير والتحديث لفن الإدارات, وترى الذين يعملون معهم للمصلحة الوطنية والذين يغارون على الوطن كأنهم من أهل الكهف قد غلب عليهم السبات الإداري بفعل فاعل حيث لا ضرر منهم ولا هم ينفعون حيث افقدوهم المشاركة والعمل الصادق ولو مجرد اقتراح, دورهم فقط اقتراح الإجازات للبعض وهم مجمدون, فقدوا الأمل حتى في التدرج الوظيفي, محبطين من هؤلاء المدراء الذين يمتهنون قصف الكفاءات ونقلها بعيدا عنهم أو تطفيشهم أو خلق المشاكل لهم, تلك النظرية المصطنعة التي يروج لها من وصلوا إلى سدة تلك المناصب ليظن الناس انه “ما في بهذا البلد غير ذالك الولد, أو اللي أمه موجودة بالبيت رغيفه مدهون بالزيت”