بدأت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين مفاوضات في العاصمة الأردنية عمان للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات.
ودعا المبعوث الخاص إلى اليمن للتفاوض بحسن نية من أجل التوصل إلى “اتفاق ييسر حرية التنقل ويحسن ظروف المدنيين”، حسب بيان صادر عن مكتبه.
وأكد على أهمية فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق بالنسبة لليمنيين بما يسمح بلم شمل العائلات واستعادة الحركة الحيوية للسكان.
وحثت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة اليمنية والحوثيين على الانخراط بشكل بناء في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وفي مدينة تعز تظاهر المئات من سكانها مطالبين برفع حصار الحوثيين عن مدينتهم، وحمل المتظاهرون لافتات بالعربية والإنكليزية تقول “ارفعوا الحصار عن تعز”، ورددوا شعارات تطالب بفتح الطرق، وطالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة رفع الحصار عن مدينة تعز “تنفيذاً لبنود الهدنة المتفق عليها منذ ما يقارب الشهرين”.
ترحيب بالمفاوضات
رحبت وزارة الخارجية الأميركية بإجراء المفاوضات، وأكدت على أهمية التوصل لاتفاق لفتح الطرق في اليمن، وأشارت إلى أنها تدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن لدفع عملية السلام.
ومن جانبه رحب المبعوث الأممي بالاجتماع الأول للجنة التي تضم ممثلين عن الحوثيين والحكومة اليمنية في عمان.
ودعا الأطراف إلى التفاوض بحسن نية “لضمان أن تكون الطرق مثل تلك المؤدية لتعز ثالث أكبر المدن في اليمن مفتوحة لصالح الناس في أسرع وقت ممكن”.
وشدد على أهمية فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق بالنسبة لليمنيين خاصة أنهم عانوا من أثر إغلاق الطرق لفترة طويلة.
وقال “يعد فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق عنصرا جوهريا من الهدنة، إذ سيسمح ذلك بلم شمل العائلات التي فرقتها جبهات النزاع، وسيسمح للأطفال بالذهاب إلى المدارس، وللمدنيين بالوصول إلى أماكن عملهم وإلى المستشفيات، وباستعادة حركة التجارة الحيوية”.
الرحلات الجوية
ضمن إطار الهدنة الموقعة بين الأطراف المتنازعة اليمنية استؤنفت الرحلات التجارية الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي.
وبعد إقلاع أول رحلة تجارية منذ ست سنوات من صنعاء إلى العاصمة الأردنية، تجري الاستعدادات لاستئناف الرحلات التجارية بين صنعاء والقاهرة، حيث أعلنت الحكومة اليمنية عن موافقة مصر على “تسيير رحلات مباشرة بين صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين والقاهرة”، وأكدت أن الجهات المختصة في البلدين ستعمل خلال الأيام القادمة على التنسيق واستكمال الإجراءات الفنية لتسيير الرحلات.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن وزير خارجيتها تلقى اتصالاً من الأمين العام للأمم المتحدة عبر فيه عن شكره للسماح بتسيير رحلات طيران مباشرة بين القاهرة وصنعاء في إطار الهدنة الأممية في اليمن.
ونقل البيان أمل وزير الخارجية “في أن تسهم تلك الخطوة في تثبيت الهدنة الأممية في اليمن، وتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق، والإسهام في جهود إحلال الاستقرار والأمن في اليمن”.
تجديد الهدنة
دعا المبعوث الأممي إلى اليمن الأطراف “إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس للمحافظة على الهدنة، والوفاء بالتزاماتها ضمن القانون الدولي لحماية المدنيين”.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن المبعوث الأممي يعمل بنشاط مع الأطراف لتجديد الهدنة، مع اقتراب الاتفاق الحالي من نهاية فترة الشهرين يوم غد.
وأكد أن الهدنة قدمت فرصة لكسر دوامة عنف ومعاناة الماضي، للانطلاق نحو مستقبل سلمي في اليمن.
وأعرب عن قلقه من تقارير تشير إلى استمرار القتال وسقوط ضحايا من المدنيين في بعض أنحاء اليمن، رغم ما شهده منذ بدء الهدنة من انخفاض ملموس في حدة القتال.
وحث الأطراف المختلفة على تجديد الهدنة والتفاوض على حلول أكثر ديمومة حول القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية من أجل دعم تسوية سياسية شاملة للنزاع.
وأكد أن “مسؤولية حماية وتحقيق إمكانية إحلال السلام في اليمن تقع على عاتق الأطراف”.
يذكر أن أطراف النزاع في اليمن دخلت في هدنة لمدة شهرين منذ الثاني من شهر نيسان الماضي، لتمثل هذه الهدنة بارقة أمل لوقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبع سنوات بين القوات الحكومية اليمنية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، ومن بنود الهدنة البحث في فتح الطرق في تعز للتخفيف من معاناة السكان.