لكل السوريين

الطقوس الرمضانية الأشهر في حلب.. ماذا تعرف عنها؟!

حلب/ خالد الحسين

للحلبيين عادات وطقوس رمضانية خاصة لا تختلف إن كانوا في أقصى بقاع الأرض أو في حلب، يتناقلونها في كل زمان ومكان ومن جيل إلى جيل كموروث حي لا يمكن تجاهله أو التغافل عنه، فمع اقتراب شهر رمضان تفوح من كل منزل حلبي روائح الأطعمة التي تميز مائدة الشهر الرمضاني عن غيره من باقي الأشهر، فضلاً عن “لمة العيلة” التي تكتسب رونقاً خاصاً في هذا الشهر.

يرى الحلبيين في شهر رمضان فرصة سانحة للاجتماع وتبادل الزيارات فيما بينهم، ولا سيما في اليوم الأول منه عند “كبير العائلة”. وتجتمع كل العائلات في بيت الجد عادة في اليوم الأول منه، وتتعاون الإناث على تحضير طعام الإفطار المكون من أصناف عديدة، تجمع ما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات، وتنتهي باجتماع كل الأفراد على المائدة، في عادة لم تتغير منذ عشرات السنين.

سكبة رمضان

ولسكبة رمضان نكهة خاصة عند أهالي حلب، إذ تعمد العائلات الحلبية خلال الشهر على الإكثار من الطعام حتى وإن كانت العائلة صغيرة، لإرسال “سكبة” (بعض من أطباق من الطعام) إلى الجيران قبل موعد الإفطار، وتكون “السكبة” غالباً مؤلفة من طبق أو طبقين من الطعام المطهو، كالكبة أو المحاشي، ما يغني المائدة أكثر على عكس الأيام العادية.

 المسحراتي

“يا نائم وحد الدايم” بهذه العبارة يفتتح المسحراتي دعوته للناس كي يستيقظوا ويحضّروا للسحور قبل أذان الفجر، قبل أن يبدأ بتلاوة أدعية ثم إنشاد أناشيد إسلامية.

ولكل حي “مسحّر” معروف من قبل الأهالي، يجول في حاراتها لإيقاظ الناس، ويطرق على أبواب المنازل، وفي العيد يتم تخصيص مبلغ معين له من قبل الأهالي كمكافأة له على عمله.

 المشروبات والمأكولات

مع قدوم شهر رمضان، تتغير الأطعمة التقليدية في الأسواق، إلى أطعمة ومأكولات رمضانية، إذ ينتشر بداية التمر، ثم تنتشر المشروبات كـ العرق سوس والتمر هندي، والجلاب، إضافة إلى أنواع حلويات مفضلة لدى الناس كـ القطايف، والمشبّك، لفائف قمر الدين.

أما على المائدة، فيعد طبق الفتوش والتبولة أساسي بالنسبة لمعظم أهالي حلب، إضافة إلى الشوربة والتي تكون في الغالب مكونة من العدس.

 تكريزة رمضان

تعد تكريزة رمضان من العادات الحلبية المميزة، وهي تسبق شهر رمضان بأيام قليلة لا تتجاوز الأسبوع، وتعد نوعاً من التحضير لشهر رمضان، إذ تجتمع العائلات وتتوجّه إلى المنتزهات والبساتين والمناطق الطبيعية، ويحضّرون وجبات كبيرة.

وتعد التكريزة فرصة للقاء أفراد العائلة ببعضهم البعض، لكنها قلّت خلال السنوات الماضية، بسبب ظروف الحرب الاقتصادية، أو حتى انشغال الكثير من الأهالي بالحياة وهمومها.