لكل السوريين

زادت الهوة بين المواطن والبائع.. الأسعار الحكومية للحليب ومشتقاته غير عادلة لمربيي الماشية بطرطوس وريفها

طرطوس/ ا ـ ن 

في جميع أسواق طرطوس وريفها تذبذب الأسعار لمادة الحليب ومشتقاته، إضافة إلى اختلاف الأسعار من محل لآخر, وأخيرا في مناسبة قدوم شهر رمضان المبارك لهذا العام, قامت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس بإصدار نشرة لأسعار الحليب والألبان والأجبان في المحافظة.

وحددت المديرية سعر كيلو حليب البقر كامل الدسم بـ1900 ليرة, ولبن البقر رائب كامل الدسم ومعبأ ضمن عبوة بلاستيكية رقيقة وغير مطبوعة وزن 700 غرام ب2000 ليرة وعبوة وزن واحد كيلو غرام بـ2800 ليرة وعبوة وزن 1700 غرام ب4800 ليرة، في حين حددت سعر اللبنة قابلة للدهن وكاملة الدسم (دوكمة) وزن واحد كيلو غرام بـ9500 ليرة , واللبنة الجاهزة للمونة (ناشفة) دوكمة بـ12500 ,والجنبة البقري البلدي بـ18000ليرة .

إلا أن نشرة الأسعار التي أصدرتها المديرية ادعت أن ستحسم تذبذب الأسعار لمادة الحليب ومشتقاته واختلاف الأسعار من محل لآخر، حيث أن الأسعار التي اعتمدتها المديرية بعد حساب التكلفة الفعلية للمادة، وبعد اجراء عدة لقاءات مع أصحاب المعامل الخاصة والناقلين للمادة وبعض المربين، بهدف إنصاف الجميع من مستهلك ومنتج وبائع ومرب , وأن المديرية قامت باحتساب تكاليف التصنيع على أساس أن سعر كيلو الحليب من أرض المزرعة تم تحديده بـ1700 ليرة، وطالبت المديرية جميع الباعة بالإعلان عن التسعيرة بشكل واضح والتواصل مع المديرية لمعرفة الأسعار المحددة.

ووفقا لمعلومات موثقة ومنشورة عن عدد من الورش والمعامل، حيث لوحظ أن سعر كيلو اللبن 2200 ليرة واللبنة الناشفة (للدحرجة) تباع بـ14500 ليرة والطرية للدهن 9500 والجبنة البلدي 11500 ليرة، ورغم هذه الأسعار فإن الشكوى قائمة من تكاليف الإنتاج بسبب المحروقات، والتي يتم استجرارها من السوق السوداء، لكون معظم الورش منزلية ولا تملك سجلا تجاريا، عدا شكوى قلة مادة الحليب لاستمرار الإنتاج بسبب قيام التجار وأصحاب المعامل الكبيرة بجمع مادة الحليب وبكميات كبيرة وبسعر نحو 1500 – 1600 ليرة للكيلو، علماً أن سعر كيلو الحليب يباع بطرطوس للمستهلك بين 2000 – 2200 ليرة.

وتم نشر اعتراضات الكثير من الفلاحين على نشرة الأسعار التي نشرتها مديرية التجارة الداخلية لمادة الحليب واعتبروها غير منصفة في ظل ما يتعرض له المربي من صعوبات ومشاكل كثيرة، معتبرين أن وضع المربي الحالي مزر جدا بسبب ارتفاع الأعلاف بشكل جنوني وكذلك الأدوية البيطرية والعلاج واستمرار نفوق عدد كبير من الماشية بسبب الجوع.

وبين بعض الفلاحين الذين التقيناهم بريق بانياس, بأن سعر كيلو العلف حالياً نحو 2300 و(كيس العلف يصل لنحو 120 ألف ليرة)، أما كيلو التبن 1350 ليرة، وكل بقرة تحتاج يوميا إلى 16 كيلو علف وسعره نحو 36 – 38 ألفا من دون حساب سعر التبن والعلاج وغيره وبالتالي وبحسبة بسيطة نجد أن المربي يخسر يوميا نحو 10 آلاف ليرة، لأنه لو فرضنا أن البقرة تنتج 15 كيلو حليب يوميا وتم بيع الكيلو بسعر 2000 ليرة وليس بسعر مديرية التموين فإن مجموع الإنتاج يصل لـ 30 ألف ليرة.

وامامنا فقد تم توجيه اتهامات علنية الى مؤسسة الأعلاف حيث أن الدورات التي تعلنها وهمية ولا تسمن ولا تغني من جوع، حيث حددت الدورة العلفية الأخيرة 4 كيلو غرام من مادة النخالة لكل رأس من الأبقار ثم خفضتها إلى 2 كيلو والمادة حاليا غير متوافرة بمستودعات الأعلاف على أرض المحافظة والسبب عدم وجود سيارات لنقل المادة من مستودعات المؤسسة (لعدم وجود مازوت لتعبئة السيارات التي ستقوم بنقل المادة).

وأشار الفلاحون إلى حالة الجوع التي تعيشها الثروة الحيوانية بالمحافظة، حيث لم ينبت العشب بالأراضي بسبب موجات الصقيع والبرد والثلوج التي اصابت الساحل السوري والارياف هذا الموسم ,الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد كبير من الأغنام والماعز والابقار، كما أن المواشي في ريف بانياس والقدموس وصافيتا والدريكيش والشيخ بدر, هزيلة ولوحظ أنها تمشي بعرج واضح نتيجة الجوع وتضرر الكثير من المراعي هذا الموسم وغلاء الأعلاف بشكل جنوني، عدا غلاء العلاج والأدوية البيطرية، حيث دفع أحد المربين ويدعى أبو اسماعيل مبلغا ومقداره مليون ليرة لأحد الأطباء البيطريين على ولادة بقرة ولكن للأسف تم خسارة البقرة بعد إجراء عملية غير ناجحة.