لكل السوريين

أهالي آرواد يتخوفون أن تتحول الجزيرة الى نائية

أهالي آرواد يتخوفون أن تتحول الجزيرة الى نائية

طرطوس/ أ ـ ن

جزيرة ارواد تقع على بعد 5 كم من شاطئ طرطوس، وهي جزيرة قديمة كانت مملكة فينيقية مزدهرة سيطرت على مناطق من سواحل سوريا الشمالية، وقد ورد اسم أرواد أو أرادوس في رسائل تل العمارنة وفي حوليات ملوك آشور وفي مكتشفات الحضارة الفنيقيه على المتوسط.

تتميز الجزيرة بممراتها وشوارعها المتعرجة وقلعتها الصليبية وقلعتها الإسلامية، والبرج الأيوبي وبقايا سورها الضخم ومساكنها المتراصة، تشتهر أرواد من القدم بصناعه السفن، وكانت قديما بتملك أسطول بحري قوى، جزيرة أرواد الساحلية في سوريا، يبدو أنها على وشك أن تتحول إلى جزيرة نائية بسبب الظروف الاقتصادية. فرغم أنها ترتبط بحياة السوريين من خلال حركة السياحة والنقل البحري، ولكن الأمور قد تأخذ منعطفا غير متوقع في ظل تحديات متزايدة مؤخرا.

السيد أبو صبحي وهو صاحب قارب قال لنا: قوارب النقل البحري تمثل العمود الفقري لحركة التواصل بين أرواد والبر الرئيسي، ومع ذلك، تشهد هذه القوارب نقصا ملحوظا في إمدادات المازوت الضروري لتشغيلها. ويتسبب هذا النقص في تحديات كبيرة لأصحاب القوارب، حيث يضطرون إلى تقليل أوقات التشغيل وتقديم خدمات غير كاملة للزوار. وهذا يؤثر بشكل مباشر على تجربة الزوار وراحتهم، وقد يكون له تأثير سلبي على صناعة السياحة في المنطقة.

ان أصحاب القوارب المائية داخل جزيرة أرواد يعانون من نقص حاد في إمدادات المازوت والعديد منهم مستاء من الحصول على كميات محدودة للغاية، حيث لا تتجاوز 30 لترا من المازوت كل شهر أو شهر ونصف. وهذا الكم القليل لا يكفي لتلبية احتياجات نقل الركاب بين الجزيرة ومدينة طرطوس خلال يوم واحد، ويشترون بيدون سعة 20 لترا بأسعار تتراوح بين 160 و170 ألف ليرة سورية. وذلك رغم مناشدتهم لضرورة زيادة حصصهم من المازوت بنفس معايير سيارات النقل العام مثل السرافيس وسيارات الأجرة، نظرا لأنهم يعتبرون الوسيلة الوحيدة للنقل بين الجزيرة والبر الرئيسي.

أبو خالد المعروف بالكبير وهو صاحب مركبين للنقل وقديم منذ 30 سنة يعمل بهذ المصلحة قال لنا: كميات محدودة، لا تتناسب مع احتياجات القوارب التي تحتاج إلى ما بين 300 و400 لترا شهريا، وبين 20 و40 لتر يوميا، ويضطر أصحاب القوارب المائية إلى تحمل أعباء تكلفة المازوت المرتفعة، مما أثر بشكل مباشر على تسعيرة الركوب. فقد تم تعديل تسعيرة الركوب ذاتيا من مستواها السابق البالغ 1250 ليرة سورية، لتتراوح الآن بين 2000 و3000 ليرة سورية، وهذا التسعير يتباين حسب عدد الرحلات، وصرف القارب، وسعر بيدون المازوت الذي تم شراءه ، ومن الضروري زيادة الكميات المخصصة لقوارب النقل البحري.

السيد ابو مأمون وهو صاحب مركب، قال لنا: إذا كان مصروف العائلة السورية المكونة من خمسة أشخاص في البر السوري يصل إلى 3 ملايين ليرة بحده الأدنى، فإن خصوصية موقع أرواد يجعل تكلفة العيش فيها مضاعفة، ولذلك فإن القرارات الجديدة سينتج عنها هجرة منظمة من قبل السكان نحو المدن والأرياف السورية، ومن الممكن ان تتحول أرواد الى جزيرة نائية بالفعل.