لكل السوريين

بسبب الأزمة في سوريا.. تراجعت حالات الزواج بمحافظة درعا وتزايدت ظاهرة زواج القاصرات

درعا/ محمد الصالح 

تعاني سوريا بشكل عام، ومحافظة درعا بشكل خاص من الأحداث السياسية والأمنية التي انعكست على الأوضاع الاقتصادية، وأفرزت أعداداً كبيرة من الفقراء والعاطلين عن العمل، ما خفف إلى حد كبير من إقبال معظم الشباب على الزواج بسبب قلة فرص العمل وارتفاع المهور والمبالغة بالمظاهر الاجتماعية التي باتت هماً إضافياً يثقل كاهل الشباب المقبل على الزواج.

ويمثل ارتفاع تكاليف الزواج في المحافظة أحد أهم المشاكل التي تواجه الشباب اليوم، وتقف عائقاً أمام العديد من الشباب المقبلين عليه، وخاصة من أصحاب الدخل المحدود في ظل الازمات الاقتصادية المتلاحقة التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وعدم توافر فرص العمل، وتآكل قيمة الرواتب التي يتقاضاها كثير من الشباب، مما يجعلهم عاجزين عن توفير الأموال اللازمة لتكاليف ما قبل الزواج، وخلاله وبعده.

كما انتشرت ظاهرة زواج القاصرات للهروب من متطلباتهن التي لم تعد معظم أسر المحافظة قادرة على تلبيتها.

هاجس الهجرة

لم يعد الزواج ضمن اولويات الكثيرين من شباب درعا بسبب تكاليفه التي باتت تشكل عاملاً قوياً لتأجيله أو العدول عنه، وأصبح الزواج بالنسبة لهم غاية يصعب تحقيقها، ومسؤوليات إضافية.

ومن الأسباب التي أدت الى عزوف الشباب عن الزواج هاجس الهجرة الذي بات حلم معظم الشباب في سوريا عموما، وفي محافظة درعا بشكل خاص، إضافة الى عدم الاستقرار الأمني والمعيشي في المنطقة.

وإلى جانب هاجس الهجرة ، ساهم بالعزوف عن الزواج  والوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة وانتشار البطالة وتدني الرواتب مقابل غلاء الأسعار الجنوني، وانخفاض قيمة العملة السورية وارتفاع تكاليفه وغلاء المهور الذي بات شرطاً أساسياً للأهل بهدف تأمين مستقبل بناتهم.

إضافة الى الإكثار من الطلبات من قبل الأهل، وآثارها السلبية على العروسين بعد الزواج.

زواج القاصرات

تزايدت ظاهرة زواج القاصرات في محافظة درعا منذ منتصف عام 2018، حيث لجأت العديد من العائلات إلى تزويج بناتها في سن صغيرة هرباً من الوضع المعيشي الذي أثقل كاهلها.

وتفاقمت هذه الظاهرة بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تشهدها المحافظة، وانتشار البطالة وازدياد معدل الفقر بشكل كبير بين شريحة واسعة من مجتمعها.

إضافة إلى غياب الأب أو المعيل في معظم قرى ومدن المحافظة لأسباب متعددة، وتحمل الأم مسؤولية الأسرة، وعجزها عن مواجهة ارتفاع الأسعار الجنوني، مما يجبرها على تزويج بناتها في سن صغيرة، كأحد الخيارات المتاحة أمامها لإعالة من تبقى من أفراد أسرتها.

كما ساعد على انتشار هذه الظاهرة غياب الوعي لدى بعض الأهالي حول المخاطر الاجتماعية والنفسية المترتبة عليها، وخاصة ازدياد عدد المطلقات صغيرات السن كنتيجة حتمية لزواج غير متوازن.