لكل السوريين

“الزراعة الحافظة” نمط زراعي جديد تتبعه زراعة حماة

حماة/ جمانة الخالد 

بدأ المزارع حسان من بلدة السقليبة غربي حماة، في جزء من أرضه زراعة نباتاته بطريقة الزراعة الحافظة، ليتغلب على الجفاف وقلة المياه في المنطقة وليحسن من إنتاجية محصوله.

والزراعة الحافظة هي مجموعة من الممارسات الزراعية التي تطبق على الزراعة دون استخدام الحراثة، ووضع البذور مباشرة في التربة مع تأسيس غطاء نباتي من بقايا المحاصيل السابقة.

وتقوم الزراعة الحافظة على أسس الحدّ من اضطراب التربة، والمحافظة على غطاء عضوي دائم لها، وذلك بالإبقاء على مخلفات المحاصيل السابقة، وتطبيق الدورة الزراعية.

يقول حسان: “نتأمل النجاح من هذه التجربةِ النتيجة المطلوبة وبعد ذلك سأعود الأرض على الزراعة الحافظة، ومن جربوا هذه الطريقة قالوا إن الزراعة الحافظة تخضرّ قبل الأراضي المجاورة وتعطي انتاجاً جيداً ومنظم، وسأنقل التجربة للمزارعين الآخرين وسأقارن النتيجة فإذا ما نجحت سأبقى أعتمدها”.

من جانبه، يقول المهندس علي إسماعيل العامل في مديرية زراعة حماة، “بسبب التغيرات المناخية الحاصلة في العالم، جعلنا ذلك نفكر بممارسات جديدة نطبقها على الزراعة للمحافظة عليها، ومن ضمن هذه الممارسات الزراعات الحافظة التي تخفف فيها حراثة الأرض لأدنى مستوى، بسبب كثرة التبخر التي تسببها الحراثة العميقة، ما يؤدي الى تصحر التربة، وفقد الكثير من العناصر المتواجدة فيها والمفيدة للنبات”.

ويضيف انه بهدف تحسين انتاجية المحاصيل الحقلية الرئيسية في الضفة والقطاع (القمح، الشعير، العدس والبقوليات العلفية المتحملة للجفاف) تم تنفيذ تدخلات زراعية ذكية مناخيا للتكيف مع التغيرات المناخية التي تحول دون ذلك مثل استخدام تقنية الزراعة الحافظة في الزراعة الحقلية.

فيما أكد المهندس جلال حنين مدير الموارد البشرية والإرشاد في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب (نقلاً عن صحيف الفداء) أنه تم زراعة 40حقل إرشادي لمحاصيل القمح والشعير تتوزع في ثلاث مناطق وهي السقيلبية وسلحب وعين الكروم بمساحة 10 دونمات لكل حقل كتجربة جديدة لمشروع للزراعة الحافظة بالتعاون بين الهيئة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP .

ولفت إلى مد المزارعين بكافة المستلزمات من بذار القمح صنف شام7 والأسمدة وآلة البذر مشيرا إلى أن هذا مشروع الزراعة الحافظة مشروع واعد وبديل عن نظم الإنتاج الزراعي التقليدية التي تعتمد على تحضير الأرض وفلاحتها قبل الزراعة ويعتمد على استعمال آلة البذر المباشر التي تعمل على إحداث شق في الأرض مثل خندق أو شريط بعمق وعرض كافيين لوضع الأسمدة والبذار وتغطيتها بشكل ملائم.

وأوضح أن الزراعة الحافظة تختلف عن التقليدية لجهة عدم فلاحة التربة والتغطية المستمرة لسطح التربة ببقايا المحصول السابق وتطبيق الدورة الزراعية المناسبة مبيناً أن التطبيق لدى الفلاحين وعلى مختلف المحاصيل سيؤدي لزيادة الإنتاجية في وحدة المساحة تحت ظروف الزراعة المطرية التي تشكل التحدي الرئيس بالنسبة للفلاح بسبب قلة الهطولات وشح الموارد المائية إلى جانب أن الزراعة الحافظة تقلل من تكاليف الإنتاج بنحو 40 إلى 50 بالمئة بسبب إلغاء الفلاحات وتوفير أجور اليد العاملة وتقليل كمية استهلاك الوقود.