لكل السوريين

بسبب قرار رفع الدعم.. اعتصامات واحتجاجات وقطع طرق في السويداء

السويداء/ لطفي توفيق 

فور صدور القرار الحكومي برفع الدعم عن فئات محددة من السكان، دعا ناشطون في محافظة السويداء إلى حراك شعبي يطالب بحل جذري لسياسة السلطة الاقتصادية التي أدت “إلى هجرة أعداد كبيرة من السكان، وتتجه لمحاصرة من تبقى منهم في البلاد”.

وأصدرت تيارات مدنية ومجموعات أهلية بياناً أكدت فيه أن غضب الشارع لا ينبغي أن يكون من أجل إعادة الدعم فقط، فالتراجع عن القرار إن حصل، لا يعني حل المشاكل الموجودة قبله،

وطرح البيان عدة مطالب، منها إعادة الدعم لكافة فئات المجتمع دون تمييز ولكافة السلع الضرورية، ورفع الرواتب والأجور للعاملين بالدولة، وفرض زيادة مماثلة لعمال القطاع الخاص بما لا يقل عن ٢٠٠ بالمئة، وايجاد خطط واضحة لتأمين المشتقات النفطية للمواطنين، كما طالب بتأمين ضمان معيشي وصحي لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشار البيان إلى أن تلك المطالب تتحقق من خلال وضع خطة طوارئ اقتصادية تعيد لميزانية الدولة الأموال التي حصلت عليها الشركات الكبرى بطريقة غير شرعية، ووضع اليد على أموال تجار الحرب والأزمة، ودعم ميزانية الدولة والخطة الاقتصادية بهذه الأموال.

استياء واعتصامات

بعد صدور القرار شهدت المحافظة موجة استياء عامة، وأغلق مواطنون منافذ البيع في عدد من الأفران بريفها الجنوبي، وتحولت التجمعات أمام الأفران إلى ندوات عكست الاستياء من القرار في مختلف مناطق المحافظة، وحمل المجتمعون الحكومة مسؤولية التدهور المعيشي المستمر.

وفي بلدة الغارية جنوب السويداء، اعتصم الأهالي من المستبعدين وغير المستبعدين من الدعم، أمام فرن الخبز احتجاجاً على القرار، ورفضوا شراء الخبز بالسعر غير المدعوم.

وتجاوباً مع مطالبهم باعت إدارة الفرن الخبز للجميع بالسعر المدعوم بعد إبلاغ الجهات المعنية.

كما تجمع عشرات المواطنين أمام فرن بلدة الرحى شرقي المدينة لنفس السبب، ورفضوا أيضاً شراء الخبز بسعر غير مدعوم.

وفي بلدة نمرة شمال شرق السويداء، اعتصم عشرات المدنيين على الطريق الذي يربط البلدة بمدينة شهبا والقرى الأخرى، وقطعوا الطرق رغم الوعود التي قدمت لهم باستثناء الخبز من القرار، لكن المحتجين يطالبون بالتراجع عن القرار كاملاً وليس عن الخبز فقط، ويطالبون بتأمين حياة كريمة لجميع السكان، ويعلنون استعدادهم لاستمرار قطع الطريق حتى إشعار آخر، ويطالبون بقية القرى والبلدات في المحافظة بمساندتهم.

تطور الاحتجاجات

توسعت رقعة الاحتجاجات بالمحافظة، حيث قام مدنيون وجماعة أهلية مسلحة، بقطع طريق دمشق السويداء، وبعد تدخل عدة وساطات، وافق المحتجون على تشكيل وفد يمثلهم للاجتماع مع محافظ السويداء الذي قال للوفد إن مطالب السويداء وصلت لدمشق، وتعهد بألا يشمل قرار رفع الدعم الخبز.

واستدعى مدير الأفران وطلب منه التعميم على جميع الأفران لبيع الخبز بالسعر المدعوم لجميع المواطنين ريثما يصدر قرار حكومي بهذا الشأن، فوافق المحتجون على فتح الطريق، وحذروا من إعادة قطعه في حال لم يتم التراجع عن القرار.

كما اعتبرت حركة “رجال الكرامة” وهي من أكبر الفصائل المسلحة بالسويداء، سياسة صناع القرار في سوريا منفصلة عن الواقع، واعتبرت في بيان لها، القرارات الأخيرة تمس أساسيات المعيشة اليومية لمعظم فئات الشعب السوري المنهك، مشيرة إلى أنها خرق واضح لمواد الدستور وأبسط مبادئ العقل وقوانين العادلة، واعتبرت آثارها سلبية وخطيرة و “تثير الريبة”.

وتحت عنوان “ارحموا أطفال الشهداء”، اجتمع عدد من أهالي مدينة شهبا في ساحة المدينة، اعتراضاً على قرار رفع الدعم، وشارك أطفال ومسنون بهذه الوقفة الاحتجاجية.