لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته. فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا. وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

دمشق –  أنور مصطفى

في مساحة صغيرة بالجزء الخلفي من الجامع الأموي بدمشق القديمة، يعمل عشرات المتطوعين لإعداد وجبات طعام للفقراء في شهر رمضان، في إطار مبادرة “خسا الجوع” التي أطلقوها منذ العام 2012.

وفي موقع العمل، تشبه حركة المتطوعين خلية نحل، إذ كان الجميع مشغولين بطهي الطعام في قدور كبيرة، وتقسيمه إلى وجبات تقدم للصائمين قبل موعد الإفطار في رمضان.

وبالقرب من المطبخ الخيري، يتجمع عشرات الفقراء مع بعض الأواني لوضع الطعام بها، وينتظرون حتى ينضج الطعام ويصبح جاهزاً للتوزيع ليحصلوا على حصتهم منه.

وتنشط مطابخ المبادرة الخيرية في أحياء العاصمة الأخرى خلال شهر الصوم لتقديم “لقمة رمضان الخيرية” للمزيد من المحتاجين في مسعى لتعميق الترابط بين شرائح المجتمع التي كادت أن تمزقها الحرب المدمرة سوريا.

وتكبر المبادرة باستمرار، مع انضمام المزيد من المتطوعين لتوزيع الطعام في الشوارع مجاناً، إضافة إلى الذين يأتون للحصول على وجبة إفطار دافئة خلال شهر الصيام.

وتقول مجموعة “ساعد” الخيرية المشرفة على العمل التطوعي في المبادرة، إن المجموعة لديها فروع في عدة مدن سورية لها نفس الغرض، ويأتي تمويلها ودعمها من تبرعات المجتمع المحلي في شهر رمضان.

ومع مرور السنوات لم يتناقص هذه التبرعات لأن الناس يتوقون إلى المساعدة، والذين يتلقون هذه المساعدة مازالوا بحاجتها الآن أكثر من السابق.

وأثناء حصوله على حصته، قال رجل ستيني إن مثل هذه الأعمال الخيرية ساعدت الكثيرين من الذين نزحوا من ديارهم وفقدوا كل شيء خلال الحرب. وهذه الأعمال التي نشاهدها تؤكد أننا “بعدنا بشر”.