لكل السوريين

الليرة التركية “المنهارة” تزيد المتاعب على السوريين في إدلب

إدلب/ عبّاس إدلبي 

لم يعد باستطاعة المواطن في إدلب وعموم الشمال الغربي لسوريا التحمل أكثر، حيث وصل الوضع الاقتصادي والمعيشي لمستويات غير مسبوقة والأوضاع باتجاه تدهور متسارع بشكل مخيف.

غلاء فاحش بالأسعار، وجشع التجار يزيد الطين بلّة، والمواطن في حيرة من أمره ولا يملك أي حل لأزمته، مناشدات ومظاهرات لم تغير بالواقع شيئا وغياب شبه تام لأي حلول تلوح بالأفق، أوضاع صعبة تعيشها سكان المخيمات بشكل خاص، إذ البرد والفقر وانعدام وسائل التدفئة وغياب الدعم من قبل المنظمات العاملة في الشمال كلها تصب على رأس المواطن عامة والنازح بشكل خاص.

وفي جولة ميدانية قمنا بها والتي قصدنا من خلالها أحد مخيمات اللجوء على الشريط الحدودي مع تركيا المجاورة (مخيم عائدون)، هذا المخيم الذي يضم بين ثنايا خيامه أكثر من ألفي نازح جلهم من ريفي حماة وحلب الجنوبي، وخلال جولتنا شاهدنا كمية الألم والقهر الذي تعيشه عوائل تلك الخيام.

أم ثائر كانت تجمع بعض أغصان الزيتون من الحقول القريبة من المخيم لتؤمن بعضا من الدفء لأطفالها الستة، تقول لمراسلنا في إدلب “نعيش ونتمنى الموت في كل يوم غلاء فاحش وانعدام لأبسط مقومات الحياة، لا غاز ولا كهربا ولا وسائل تدفئة خيمة مهترئة والمياه تدخل من جميع النواحي، أطفالي يموتون جوعا ولا حياة لمن تنادي، والمساعدات الإنسانية أصبحت حلم لأنها تسرق وتباع بالسوق الحرة”.

أما أبو نزار نازح من ريف حلب الجنوبي وهو في العقد السادس من عمره، وقد ظهرت عليه علامات اليأس وقلة الحيلة أبو نزار قال بأنه منذ يومين لم يستطع تأمين ثمن ربطة خبز بسبب انعدام فرص العمل كونه يعمل عتالا رغم كبر سنه.

وفرضت هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال غربي سوريا على المواطنين التعامل بالليرة التركية، في خطوة وصفها الكثير بأنها محاولة تركية فاشلة لتتريك المناطق المحتلة.

ولعب انهيار الليرة التركية دورا كبيرا في تأزم الوضع في المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها في شمال غربي سوريا وبعض المناطق التي تسيطر في شمال شرقي سوريا كما في تل أبيض بريف الرقة الشمالي ورأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي.

وخلال جولة لمراسلنا في أسواق إدلب، لاحظ هناك ارتفاع كبير في أسعار كافة السلع، فقد بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من مادة السكر 11 ليرة تركية، في حين أن الرز القصير فقد بلغ 12 ل ت، في حين أن ربطة الخبز ذات الوزن 600 غرام فقد وصلت لـ 3,5 ليرات تركية.