لكل السوريين

صالح الداوود.. أبرز هدافي كرة القدم في الرقة، فما هي مسيرته؟

هو من اللاعبين المتميزين الذين تألقوا في مرحلة ما وممن كان يعتمد عليه المدربين أثناء المباريات في تحقيق الانتصارات وقلب موازين المباريات لما يمتلكه من إمكانيات بدنية لافت، لا تتوفر عند غيره من اللاعبين وقوة بالتسديد على المرمى ومن مسافات بعيدة ومهارة واضحة تمكنه من التلاعب بالمدافعين واختراق الخصوم بكل يسر، ومتابعه مستمرة للكرات المرتدة تساعده عليها لياقته البدنية العالية التي كان يتمتع بها.

وللتعرف على مسيرة هذا النجم الكروي بشكل أوسع، التقت صحيفتنا باللاعب، والذي قال إن “انطلاقته كانت في منتصف الثمانيات في حي المشلب كغيره من أقرانه، ثم التحق في نادي عمال الرقة لبعض الوقت، ثم انضم إلى نادي الفرات، وشارك معه في دوري الفئات، وكان ضمن الفريق الذي صعد للدرجة الثانية في عام 1992 بعد غياب طويل لأندية الرقة في غياهب الدرجة الثالثة، وكان من بين اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق ذلك الحدث الذي اعتبر نقلة نوعية لكرة القدم بشكل عام ونادي الفرات بشكل خاص”.

ويقول عن تلك الفترة إنها كانت من الأيام الجميلة في تاريخ اللعبة في نادي الفرات، و”حققنا فيها نتائج جيدة في أول موسم لنا ونجحنا رغم قلة الخبرة والكثير من المصاعب والمعوقات أن نصمد بالدرجة الثانية لأكثر من موسم، وكسبنا بعض الخبرة نتيجة مشاركتنا في الدوري إلى جانب أندية عريقة من عدة محافظات”.

ويضيف “الصعوبات المادية وغياب الدعم والاهتمام باللعبة أدى إلى تراجع النتائج، ساهمت في تعرض نادينا لعدة خسارات مما أدى إلى هبوطنا للدرجة الثالثة، وخلال محاولة عودتنا للدرجة الثانية، وأثناء التجمع المؤهل الذي أقيم في مدينة إدلب تعرضنا إلى ظلم واضح من بعض الحكام مما أدى إلى حدوث بعض الإشكالات في إحدى المباريات، الأمر الذي أدى إلى معاقبة النادي وحرمانه من المشاركة بالأنشطة الرياضية لعدة مواسم”.

ويتابع “نتيجة لما حدث انتقلت إلى نادي الشباب مع مجموعة من زملائي اللاعبين في عام 1996 ووقتها كان النادي يستعد للمشاركة في الدور النهائي للصعود للدرجة الثانية، وقد نجحنا بهذا الاختبار وتأهلنا بجدارة بعد أن تصدرنا المجموعة رغم منافسة الأندية الأخرى، وشاركت عدة مواسم مع نادي الشباب حققنا خلالها نتائج متميزة، ونافسنا أندية عريقة على بطولة المجموعة الشمالية”.

ويردف “خلال تلك الفترة نجحت في تسجيل الكثير من الأهداف المؤثرة والحاسمة في كثير من المباريات، وكان أجملها الهدف الذي سجلته في مرمى نادي الشرطة المركزي خلال مسابقة كأس الجمهورية”.

ويؤكد أن تلك “النتائج الجيدة التي حققها النادي في تلك الفترة ساهمت في زيادة شعبية اللعبة بالرقة، واستقطاب العديد من الجماهير الرياضية التي بدأت تتوافد على الملاعب بشكل واضح، وكان لها دور كبير في تحفيز اللاعبين على تقديم مستوى طيب خلال مباريات الدوري، كما ساهم ذلك في تأمين ريوع مادية للنادي لم تكن متوفرة مسبقا”.

ويستطرد “بعد عدة سنوات قضيتها في نادي الشباب عدت مرة أخرى إلى نادي الفرات، وشاركت معه عدة مواسم في دوري الدرجة الثانية، حققنا فيها نتائج جيدة، ونافسنا أكثر من مرة على بطولة المجموعة، وتأهلنا للدور النهائي للصعود للدرجة الأولى، لكن لم يسعفنا الحظ نتيجة بعض المصاعب، وأهمها غياب الدعم المادي وعدم التحضير الجيد للتجمعات النهائية”.

ويشير إلى أن “مسيرته كلاعب توقفت في بداية الألفية الثانية، بعد أن أمضيت فترة طويلة بالملاعب عاصرت فيها عدد كبير من أبرز نجوم كرة القدم الرقية في الناديين الشباب والفرات، لكن لم أبتعد عن ميدان اللعبة، حيث أعمل منذ عدة سنوات مدربا لفرق القواعد، ولدي أكثر من فريق على مستوى البراعم وفرق الأشبال، وتضم هذه الفرق عدد كبير من اللاعبين الموهوبين على مستوى القطر، ومن بينهم اللاعب محمد الهتوات الذي فاز بالمركز الأول في مسابقات المهارات التي أقامها الاتحاد السوري لكرة القدم خلال الأشهر الماضية بمشاركة عدد كبير من اللاعبين من مختلف المحافظات”.

ووفي ختام حديثه يقول إنه “ساهم مع بعض أصدقائه بتأسيس ناد باسم فرات الرقة الذي يضم عدة فرق تتدرب بشكل مستمر رغم الصعوبات وغياب الدعم المادي، إلا من قبل بعض المحبين والأصدقاء الذين يتكفلون بتأمين الكثير من مستلزمات اللعبة من تجهيزات ومصروفات السفر خارج المحافظات أثناء اللعب مع الفرق الأخرى، وتستعد حاليا فرق النادي بشكل دائم للمشاركة في كافة الدوريات القادمة على مستوى شمال وشرق سورية”.