لكل السوريين

أزمة سد النهضة.. إثيوبيا تتعنت.. ومصر تحذّر.. والسودان يستعد

تقرير/ لطفي توفيق 

منذ أن بدأت إثيوبيا العمل بسد النهضة قبل عشر سنوات، دخلت السودان ومصر في محادثات معها للوصول إلى اتفاق يحقق مصالح دول حوض النيل، دون أن تثمر هذه المحادثات عن أي نتائج إيجابية بسبب تعنت إثيوبيا ومحاولاتها المستمرة لفرض سياسة الأمر الواقع المحفوفة بالمخاطر.

وبعد إنجاز المرحلة الأولى، تصر أديس أبابا على المضي قدما في المرحلة الثانية سواء توصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق فيما بينها أم لا، رغم الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح كافة دول حوض النيل التي يشكل نهر النيل عصب الحياة فيها، وخاصة مصر التي تعتمد عليه في الحصول على مياه الري ومياه الشرب، وتعتبر سد النهضة تهديداً للحياة فيها.

وهو ما دفع الرئيس المصري إلى تحذير إثيوبيا من المساس بحق مصر في مياه النيل، في كلمة هي الأقوى من كل سابقاتها، وقد تكون التحذير الأخير لها، واعتبرها مراقبون أنها تقترب من إعلان حرب.

كما تحدث مصدر سوداني أن بلاده تستعد للحرب إذا لم يتحرك المجتمع الدولي ويلجم أديس أبابا.

السيسي يحذر

حذّر الرئيس المصري من المساس بحق مصر في مياه النيل، وقال خلال زيارته إلى قناة السويس “إن مياه مصر خط أحمر”، وأكد أنه لا يستطيع أحد أن يأخذ نقطة مياه واحدة من مصر، وأشار إلى أن أي تحرك سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل.

ورأى المراقبون في كلمة السيسي رسائل موجهة للمجتمع الدولي مفادها أن مصر لن تستمر في مفاوضات عقيمة حول سد النهضة لسنوات أخرى.

ومع أن كلمة السيسي اقتصرت على التحذير، إلّا أن معظم وسائل الإعلام ذكرت أنه “يقرع طبول الحرب ضد إثيوبيا ويهدد بالخيار العسكري”، خاصة بعد إبلاغ إثيوبيا المبعوث الأمريكي إلى السودان تصميمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزانات السد.

مما أدى إلى يأس الرئيس المصري من حل هذه الأزمة عبر الوساطات الأفريقية والأمريكية، فوجه رسالة لأمريكا وأوروبا بأنه لن يتردد في اللجوء للحل العسكري.

والسودان يستعد

تحدثت أنباء صحفية أن السودان يستعد للحرب إذا أصرت أديس أبابا على فرض الأمر الواقع، مالم يتحرك المجتمع الدولي وينجح في لجمها.

واقترح السودان “مشاركة المجتمع الدولي في هذه المفاوضات خاصة بعد أن ثبت أن دور الاتحاد الأفريقي محدود في فرض السيطرة على تحركات أديس أبابا”.

وأشارت الأنباء إلى أن السودان ليس لديه خيارات سوى اللجوء إلى المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أو الدخول في حرب مباشرة مع إثيوبيا التي تحاول الربط بين ملفي الحدود وسد النهضة، وتحاول كسب جولة الحدود عبر السد، وهذا ما يدفع السودان للجوء إلى المجتمع الدولي كخيار أخير، وإذا لم يتم حل الأزمة سيحل السودان مشكلته بنفسه “عبر خيارات أخرى”.

ردود فعل

أثارت تصريحات الرئيس المصري ردود أفعال واسعة على المستوي الدولي والعربي،

ودخلت أمريكا على خط هذه الأزمة، حيث نسب إلى مسؤول في وزارة خارجيتها قوله “ندعم جهود التعاون البناءة للتوصل إلى ترتيب بشأن سد النهضة “.

وأعربت كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين وعدد من الدول الأخرى عن تضامنها ومساندتها لمصر والسودان في أزمة سد النهضة.

كما أعرب البرلمان العربي عن تأييده للبلدين لضمان حقوقهما المشروعة في حصتهما من مياه نهر النيل، ومساندته لأي جهود تساهم في حل الأزمة، والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة على نحو يراعي مصالح كل الأطراف ويحفظ الحقوق المائية والاقتصادية لدول منبع ومصب نهر النيل وفق القوانين الدولية.