لكل السوريين

جيهان خضرو: التدخلات الإقليمية تطيل الأزمة، وأمنياتنا أن تحتفل كل نساء سوريا العام القادم بـ 8 آذار

اعتبرت رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا أن التدخلات الإقليمية ساهمت بشكل كبير في تعميق الأزمة السورية وتعقيدها بشكل ممنهج، متمنية أن يكون العام الحالي عام نهايتها.

تقترب الأزمة السورية من دخول عامها العاشر، ولا حلول تلوح في الأفق لحل شامل للملف الذي شكل نقطة خلاف لجميع القوى العالمية الفاعلة في الأزمة السورية.

وحول هذا ومن على هامش ندوة حوارية أقامتها الهيئة للتعريف أكثر بيوم المرأة العالمي، التقت صحيفتنا بالرئيسة العامة لهيئة المرأة في الإدارة الذاتية، جيهان خضرو، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

ـ على هذا الحال وفي ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده سوريا حيث أن ليس هنالك بوادر حل سياسي قريب، من المستفيد برأيك من استمرار الأزمة، وإلى متى ستستمر؟

إن الازمة التي وصلت عامها العاشر لا يزال الحل السياسي فيها بعيدا كل البعد بسبب التدخلات الإقليمية في الملف السوري. الجميع يحاول الاستفادة لتحقيق مصالحه الشخصية، ومن خلال ما نراه ورأيناه فإن الشعب السوري هو من دفع الفاتورة الكبرى، وهو للأسف من يدفع ثمن التناقضات الدولية المتدخلة في الشأن السوري.

للأسف، تركيا هي أكبر دولة ساهمت في تعميق الملف السوري وتأزيمه، من خلال توسعها في سوريا واحتلالها لمناطق شاسعة في سوريا، هي تسعى بالنهاية لتحقيق مصالحها الشخصية.

عشر سنوات والشعب السوري يعاني من ويلات الحرب، من تشرد وقتل وسلب وتهجير قسري، والسبب احتلال تركيا لجزء كبير في شمال غرب سوريا وبعض من شمال شرق سوريا.

علينا الالتفاف حول البعض ومن يريد الحل عليه الجلوس لطاولة الحوار السوري السوري، والجلوس على الطاولة السورية وعلى الأراضي السورية. فجميع المؤتمرات التي عقدت في الخارج باءت بالفشل كجنيف وأستانا، والتي جميعها لم تتوصل إلى نتائج سوى جلب المزيد من المتاعب للسوريين.

ـ في ظل تعنت الحكومة السورية بعدم دخولها في مساعي جدية لحل الأزمة وسماء سوريا أصبحت مستباحة للطائرات من كل دول العالم، ورغم ذلك الحكومة لا تزال تتهم الإدارة بأنها هي المسبب الرئيس بهذا، هل يعتبر هذا تصدير أزمة أم عقلية قديمة؟

مشروعنا مشروع الأمة الديمقراطية، ودائما نطرحه، وننادي بالحوار، دائما ننادي دمشق للجلوس إلى طاولة الحوار لحل القضايا الداخلية، علينا كمكونات سورية أن نتحد لحل الأزمة، لدينا إرادة واستراتيجية ولدينا مقاومة، وعلى دمشق القبول بالحوار.

للأسف العقلية القديمة التي تتمسك بها دمشق هي من تمنعها من عدم القبول بأي حوار، يضاف إلى ذلك أن قرارها مرتبط بالقرار الروسي والإيراني.

دائما بكل الخطابات من قبل المسؤولين بالحكومة السورية أو من قبل الوزارة الخارجية التابعة للدولة السورية دائما هناك اتهامات للإدارة الذاتية على أنها جهة انفصالية، أو تحاول تقسيم سوريا، لكن العكس صحيح تماما اليوم الإدارة الذاتية على المكونات الموجودة في المنطقة، اليوم الإدارة الذاتية حافظت على المؤسسات التي كانت تخدم وتدار الشؤن المدنية في المنطقة.

اليوم الإدارة احتضنت الآلاف من النازحين السوريين من مختلف المحافظات السورية، وكما تعلمون يوجد 15 مخيم في شمال شرق سوريا، ولولا الأمن والاستقرار لما شاهدنا تواجد هذا العدد الكبير من المخيمات في شرق البلاد.

ـ في هذه الآونة تحتفل نساء شمال شرق سوريا فقط من بين النساء السوريات باليوم العالمي للمرأة، بالمقابل لا يوجد أي احتفال ولو معنوي في المناطق السورية الأخرى، ألا يعد هذا نقطة تحول نوعية للنساء في شمال شرقي البلاد؟

مناسبة الثامن من آذار مناسبة عالمية تحتفل فيها النساء العالم أجمع، لكن من خلال ما رأيناه النظام السوري لا يعطي القيمة لهذه المناسبة الرسمية، وبالأحرى لا يوجد اعتراف بهذه المناسبة حتى، واليوم هي مناسبة رسمية ووطنية في شمال وشرق سوريا.

حقيقة هذه المناسبة مهمة جدا، وبفضل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عرفت النساء المعنى الحقيق لهذا اليوم، بدورنا نهنئ ونقدم أحر التهاني لنساء العالم والنساء السوريات ونساء شمال وشرق سوريا، ونحيي صمودهن ومقاومتهن في وجه كافة أعداء مشروعنا.

ـ ما هي أمنياتك للعام القادم؟

أتمنى أن يكون العام الحالي عام مليء بالانتصارات والإنجازات، وأن يكون عاما يضمن حقوق المرأة ويضمن المساواة بين الرجل والمرأة، وأن تحتفل نساء سوريا العام القادم كلها بهذه المناسبة العظيمة.

حاورتها/ مطيعة الحبيب