لكل السوريين

ريفُ حمـاة يصرخُ من الإهمال.. فهل من مُجيب؟!

حماة/ حكمت أسود 

يعاني سكان ريف حماة من نقصٍ حادّ في الخدمات العامة وخاصة المدن والقرى التي تعرضت لعمليات عسكرية خلال السنوات التي مضت، ولعلّ أبرز المشكلات هي المواصلات التي باتت تؤرقهم وتسبب لهم مشكلات بقضاء شؤونهم وأعمالهم بمدينة حماة.

“محمد” شاب من الريف الشرقي قال: “هناك مشكلة كبيرة في المواصلات ونعاني منها منذ سنوات، ولم يتم حلها أو إيجاد حلول ولو إسعافية لها، وخاصة في حال الموظفين الراغبين بالوصول إلى أماكن عملهم في حماة”.

ويتابع: “إضافة إلى مشكلة الخبز وسوء صنعه، كوننا بعيدين عن مركز المدينة ولا يوجد من يراقب عمل المخبز”.

أما “أحمد” من الريف الغربي فقال: “مشكلتنا القديمة الحديثة في مياه الشرب والتي لم نرها منذ ما يقارب السنة، وبحجة عدم توافر المازوت والكهرباء لتشغيل مجموعات الضخ ونعتمد على الصهاريج الجوالة، والتي وصل سعر الصهريج ٢٠ برميلاً إلى ٧ آلاف ليرة.”

بينما تصف “سميرة” واقع المرافق العامة بإحدى مدن الريف الغربي:”نأمل أن تضع البلدية حاويات قمامة بالشوارع الرئيسية، حفاظاً على السلامة العامة، كما نتمنى من البلدية نقل المكب الرئيسي الواقع غرب البلدة إلى شرقها كونه يسبب قلقاً وأرقاً للقاطنين وخاصة في فصل الصيف بظل انتشار البعوض والناموس والقوارض التي تهاجم المنازل القريبة”.

وخلال جولة بسيطة لأي عابرٍ للريف الحموي سيلاحظ أنه وبجميع بلداته وقراه يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من قبل المحافظة، خاصة بموضوع المواصلات ومياه الشرب كونهما يقلقان المواطنين ويعانون الأمرين للحصول عليهما، وهناك من اشتكى أنه يسير أكثر من ٢كم للوصول إلى الطريق الواصل لمدينة حماة.

الجدير ذكره أن العديد من قرى ريف حماة غير مخدّمة بشبكات الصرف الصحي، كما تعاني سوء الطرقات وحاجتها للتعبيد، وانتشار الحُفر التي قد تبقى لسنوات دون ردم أو إصلاح.

الريف الذي ظل لسنوات دون أية رعايةٍ صحيةٍ وطبيةٍ مما ساهم في انتشار بعض الأوبئة والأمراض التي يعملون على معالجتها والوقاية منها.

لكن وعلى الرغم من هذا الوضع الصعب وفي ظل أوضاعٍ معيشيةٍ مترديةٍ يتابع أهالي أرياف حماة الشرقية والشمالية الشرقية دورة حياتهم، بمناطق نفضت عن كاهلها غبار الحرب لتعيش بساطتها بوداعةٍ وفقرِ الحالِ، منتظرةً قادم الأيام أن تُعيد إليها الخدمات الأساسية للحياة، وأن يوجد من يسمع معاناة أبنائها التي لم تلقَ أي صدى إلى الآن.