لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

تحوّل عمل الجمعيات الخيرية السورية في سنوات الحرب من عمل أهلي يتم ضمن نطاق الحي الواحد أو القرية الواحدة، إلى عمل إغاثي يشمل المحافظة، وقد يصل إلى محافظات أخرى. وقبل الأزمة كانت الجمعيات تركز على الأسر الفقيرة لتقديم المساعدات لها كل شهر، وخلال الأزمة صارت تركز على الأسر المهجّرة والمتضررة  لتأمين احتياجاتها الطارئة بشكل فوري. ومع مرور الوقت وكثرة عدد المحتاجين والمهجّرين، لم تعد قادرة على مساعدتهم بإمكانياتها، وصارت تسعى للحصول على المعونات من غذاء وألبسة ودواء، ممن يرغب في التبرع بها، وتقديمها إلى المحتاجين لها.

ومع زيادة عدد المستفيدين، أصبحت تعتمد على مساعدات برنامج الغذاء العالمي، إلى جانب تبرعات الأهالي من المقيمين والمغتربين التي لم تنقطع رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد.

وأوقفت جمعيات خيرية نشاطها الواسع، حيث لم تعد إمكانياتها البسيطة تساعدها على الاستمرار في مجال العمل الإغاثي، واقتصر عملها على ما كان عليه سابقاً ضمن نطاق الحي القرية مع زيادة عدد المستفيدين منها وفقاً لإمكانياتها وقدرة العاملين فيها على ذلك.

ورغم انخفاض حدّة المواجهات العسكرية في سوريا، إلا أن الأزمة الاقتصادية الخانقة مستمرّة ومتصاعدة فيها، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية أكثر من 15 مليون شخص مطلع هذا العام، مما يعني أن استمرار المبادرات الإنسانية وتطويرها وتوسيعها، صار أكثر ضرورة  لمساعدة الأسر الفقيرة والمهجّرةً، وأكثر التزاماً بثرات وتاريخ السوريين  المعروفين بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

ولقد قمنا ينشر نماذج متعددة من هذه المبادرات الخيرية في مختلف المحافظات السورية، تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.